سمارة برس الأقرب للحقيقة سمارة برس الأقرب للحقيقة
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

((رسالة إلى الوالي))

 



مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث 




.. الحاجة تقية مفتاح قصة معاناة تختصر الزمن وهروب الدولة وظلم الإنسان لأخيه الإنسان  ..


الحاجة تقية مفتاح امرأة تبلغ من العمر سبعين سنة ورغم عمرها الكبير لكنها مازالت تقاوم الظلم والجور وتتنقل من وزارة الداخلية إلى وزارة العدل الى المحاكم والنيابات وهيئة الأراضي وامانة العاصمة وهيئة مكافحة الفساد بحثا عن حقها المسلوب أو هكذا تقول وفق مالديها من أوراق وملفات لكنها لم تجد من ينصفها ويعيد لها حقوقها أو يقنعها بأن الحق مع غرمائها ولكن وفق ماتقرره الأجهزة القضائية التي ستكون هي الفصل وفق ما يتقرر لديها وبناء على وثائق قانونية وحقيقية وليس أي وثائق ربما يكون شابها شيء من التزوير .


سيدي الوالي.. 


الحاجة تقية مفتاح لم يتبق باب إلا وطرقته والكثير من هذه الأبواب تغلق امامها لسبب أو لآخر فبعضها يغلق لان غرمائها يضخون المال والبعض يغلق لأنهم شاركوا في اقتطاع حقها والبعض يغلق استهزاء بها لانها امرأة مسنة ومسكينة وبعضها يغلق لانها ضعيفة وغرمائها أقوياء والبعض يغلق أبوابه أمامها لان قضيتها في نظره انتهت وتم التصرف في كل شيء والبعض يغلق أبوابه أمامها ظنا ان الحق معه وليس معها وتعددت الأسباب لكن النتيجة واحدة انها مازالت في رحلة عذاب وتعذيب تبحث عن ماتعتبره حقها .


سيدي الوالي.. 


الحاجة تقية مفتاح تبحث عن العدالة في وطنها .. عشرات السنين من التنقل بين أجهزة الدولة والحكومة علها تجد من ينصفها لكن دون جدوى فالكل يتهرب من انصافها والكل لا يرى نفسه اهلا لتحقيق العدالة والكل لم يكلفوا انفسهم النظر في قضيتها بعين التجرد وإعطاء كلمة الفصل لها ولكن من منطلق دراسة أوراقها والوثائق التي تمتلكها فإن كان الحق لديها فعليكم إعادته إليها وان كان الحق ليس معها فعليكم تعويضها عن سنوات العذاب والتعذيب التي عانتها وافنت عمرها في أروقة جهات لم تنصفها أو تقنعها ولكن هذه الأجهزة بانظمتها وقوانينها العقيمة كانت جزء من مشكلة الحاجة تقية مفتاح وأمثالها. 


سيدي الوالي.. 


الحاجة تقية مفتاح تناشدكم وتنشد فيكم العدالة والإنصاف وإعادة حقوقها وتعويضها عن كل تلك السنوات التي ضاعت منها وهي تتنتقل بين مختلف الأجهزة والجهات ولم تجد من يقول لها ان الحق معها ويساعدها في استعادته أو يقول لها ان الحق ليس معها ويساعدها على ذلك .. قصة الحاجة تقية مفتاح تختصر مآسي ملايين الناس على مدى عقود من الزمن يعانون من قوانين ولوائح عقيمة وموظفين تعودوا على العبث بحياة الناس وممتلكاتهم وقضاياهم دون أن يجدوا من يوقفهم عند حدهم .. والحاجة تقية مفتاح ابلغتني لإيصال الرسالة اليكم وقالت إنها نأمل فيكم الخير والإنصاف والعدالة وتغيير آليات عمل كافة أجهزة الدولة بقوانين أكثر انصافا ومسئولين أكثر حرصا على القيام بخدمة المواطن وليس خدمة جيوبهم.. والحاجة تقية مفتاح رغم سنها الكبير وتجاعيد الزمن التي تظهر في وجهها إلا أنها مازالت متفائلة بالعدالة واستعادة حقها وتقول أنها تؤمن بالحكمة التي تقول " ما ضاع حق وراءه مطالب " فهل ستتحقق رغبتها في العدل واملها فيكم بانصافها أم أن الأمر سيبقى كما هو وتذهب هذه المرأة كما ذهب الآلاف وماتوا كمدا وغما وحسرة على عدالة مفقودة ووطن مسلوب .. ونحن نأمل سيدي الوالي في ان تكون قضية الحاجة تقية مفتاح هي المفتاح لحضور الدولة والعدل وإصلاح انظمتنا وقوانيننا وإنصاف كافة المظلومين وإعادة الحقوق لاهلها..

عن الكاتب

عين على الحقيقة

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

سمارة برس الأقرب للحقيقة