-->
سمارة برس الأقرب للحقيقة سمارة برس الأقرب للحقيقة
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

مواطن يبحث عن وطن (43)

 



مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث 




.. الاستثمار في اليمن بين بقرتين.. 

قال لي زميلي المواطن العزيز سمعت ان جامعة صنعاء فيها مزرعة أبقار ويتم بيع حليب فيها فما رأيك أن نذهب إلى هناك لنتعرف على المزرعة ونشتري حليب بلدي منها .. طبعا وافقت على الفور وذهبنا إليها.. وبعد رحلة من رحلات ابن بطوطة في اراضي غبراء دبراء وصلنا إلى ما أطلق عليها مزرعة أبقار وهي لا تمتلك من الاسم والوصف سوى وجود عدد ضئيل من الأبقار الجاحفة القاعفة المريضة وشخص نائم في غرفة بوظيفة حارس المزرعة وبعد جهد جهيد نهض الحارس من نومته ليسالنا ما الذي نريده ؟.. قال له زميلي العزيز نريد حليب بقري وعندما دخلنا معه إلى غرفة شبه مظلمة تعتبر معمل إنتاج الحليب ما جعلني اصرف النظر عن الشراء بينما اصر زميلي المواطن العزيز على شراء ثلاث عبوات وعدنا في رحلة العذاب ونحن نتحدث عن ذلك الوضع المخزي لمزرعة جامعة صنعاء لإنتاج الأبقار والحليب وقبل أن أترك زميلي العزيز طلبت منه أن يخبرني عن الحليب الذي اشتراه. 

اتصل لي زميلي المواطن العزيز بعد أقل من ساعة وهو في حالة من الغضب الشديد وقال لي فعلا انت كنت في طريقك عندما امتنعت عن شراء الحليب لانه فعلا سيء وعندما فتحته لم اتحمل رائحته الكريهة ورميته على الفور وهذا الأمر زاد من قناعتي بأن مشاريعنا فاشلة وفاشلة وفاشلة وان مسئولينا فعلا معظمهم في قمة العجز ولا يصلحون لإدارة الدولة فهل لك ان تتخيل أن مؤسسة علمية وتعليمية بحجم جامعة صنعاء تعجز بكل كوادرها في إقامة مشروع إنتاج حليب وهو أبسط مشروع فما بالك بتلك المشاريع الضخمة فلا شك أنها لن تستطيع تنفيذها لكن زميلي المواطن العزيز استطرد وسألني عن سر اختفاء حليب المؤسسة الاقتصادية اليمنية الذي كان يملأ الأسواق اليمنية ؟ قلت له يا زميلي العزيز مازلت تريد مقلب مثل مقلب مزرعة جامعة صنعاء وحليبها السيء .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. فعلا أين ذهب حليب المؤسسة الاقتصادية اليمنية؟ قلت له يا زميلي العزيز لم يعد هناك شيء اسمه المؤسسة الاقتصادية اليمنية فقد انتهت بكل أموالها ومشاريعها وذهبت ادراج الرياح ولم يعد فيها سوى شخص المدير العام الذي أنهى كل شيء فيها وساهم في تدميرها بعجزه وفشله وربما انه كان المطلوب منه القيام بهذا الدور لإنهائها..فرد عليا زميلي العزيز بقوله .. فعلا هذه المؤسسة التي كانت في يوم من الأيام تمتلك المزارع والمعامل والمصانع والافران العملاقة والأسطول الكبير من الناقلات والسيارات للتوزيع والمعارض والمحلات انهارت تماما ولاندري سبب ذلك ؟.. قلت له يا زميلي العزيز.. هذا يعود إلى تعيين أشخاص فاشلين في قيادة المؤسسات والمرافق والجامعات ما يؤدي إلى انهيارها وفشلها وتلك الخسائر الكبير للوطن والمواطن وما يؤسف له هو الإصرار على بقاء هؤلاء المسئولين في أماكنهم رغم ثبوت عجزهم وفشلهم .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل يمكن أن نرى في الأفق عمليات التعيين في المناصب انطلاقا من الكفاءة والمهارات والخبرات والمؤهلات والقدرات حتى تنهض بلادنا التي تحتاج الى كل الكوادر البشرية المؤهلة وليس الأشخاص العاجزين والفاشلين الذين يسيرون بالبلاد إلى التدهور وقد ذكرنا عينات منهم في مواضيع سابقة واليوم لدينا نموذجين فاشلين في جامعة صنعاء والمؤسسة الاقتصادية اليمنية واللذان حولا المشاريع الكبيرة الاستثمارية إلى مجرد بقرتين هنا وبقرتين هناك رغم وجود الإمكانات الكبيرة سواء البشرية أو المادية في هاتين المؤسستين اللتين كانتا عملاقتين لكنه تم تقزيمهما بمثل هذه التعيينات.. قلت له يا زميلي العزيز فعلا شيء مؤسف ان يبقى مثل هؤلاء المسئولين في أماكنهم ومناصبهم يعبثون ويتسببون في انهيار الدولة من الداخل. 

قلت انا وزميلي المواطن العزيز .. نتمنى أن يصل كلامنا إلى من يهمه الأمر وان يلقى صدى ويتم تغيير كل فاشل وعاجز وفاسد حتى لايبقى الاستثمار في اليمن مجرد بقرتين .. ونتمنى أن لا يستمر الانهيار وتلافي السقوط المدوي لمنظومة الدولة والحكومة ومؤسساتهما.. ونقول انا بلغنا اللهم فاشهد رغم ماسيجره ذلك علينا من تكالب أصحاب المصالح لكن عزاؤنا اننا نقدم ذلك في سبيل الوطن ومصلحته العليا التي يجب أن تعلو فوق كل المصالح الشخصية.. ودائما نقول انا وزميلي المواطن العزيز وكل المواطنين ان.. هل وصلت الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو ويظل كل عاجز في مكانه ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سمارة برس الأقرب للحقيقة

2016