-->
سمارة برس الأقرب للحقيقة سمارة برس الأقرب للحقيقة
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

رسالة إلى الوالي

 



مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث 










التربية .. معلم منسي وسوق سوداء ورسوم سياحية وطلاب في الشوارع ..

تستعد وزارة التربية والتعليم لتدشين العام الدراسي الجديد وقد بدأت بإصدار التقويم المدرسي ودعوة المعلمين للتواجد في مدارسهم والطلاب للتسجيل وكل ذلك جيد ولكن هذه الوزارة تغافلت عن عدة أمور وأهمها ان هذا المعلم الذي استدعته والزمته بالدوام والعمل لا يمتلك حتى بدل مواصلات للحضور إلى المدرسة ولايمتلك قوت يومه ولا ايجار المنزل ولا مرتب يصرف على نفسه وأسرته ومع ذلك فالوزارة تهدده بقطع نصف راتبه الذي يأتي كل ستة أشهر .. فهل يمكن ان تعمل الوزارة على معالجة وضع المعلم وصرف راتبه بصورة شهرية مستمرة حتى يقوم بواجبه على الوجه الأكمل.

سيدي الوالي.. 

الأمر الثاني يتعلق بالكتاب المدرسي المعدوم والذي تحول إلى سوق سوداء واسعة على عينك يا مواطن يامغلوب على امرك فالمدارس الحكومية محرومة منه وعليك ان تشتريه بأعلى الأسعار من السوق السوداء التي تنتشر بشكل مستفز لمشاعر الناس ووزارة التربية والتعليم تتفرج بل ويعجبها انها تخلصت من عبء توفير الكتاب للطلاب رغم انه من أهم واجباتها والأمر غير الواضح أن مطابع الكتاب المدرسي تحولت إلى قطاع خاص تطبع الكتب للمدارس الخاصة والأهلية بمليارات الريالات وتحرم المدارس الحكومية رغم أنها تستلم من الطلاب رسوم ومنها قيمة الكتاب لكن الطالب يشتري الكتاب من السوق السوداء رغم المخاطر التي تترتب على ذلك على اعتبار أن هذه الكتب تطبع بعيدا عن إشراف الوزارة وبالتالي يمكن أن تدخل فيها اشياء اخرى والحليم بالإشارة يفهم .

سيدي الوالي.. 

الأمر الثالث يتعلق بالرسوم المدرسية سواء في المدارس الحكومية التي تختلف فيها من مدرسة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى وترتفع الأسعار فيها بحسب المنطقة فهناك مدارس تستلم الف ريال ومدارس الفين ومدارس عشرة آلاف ومدارس أكثر اما المدارس الخاصة فالارفام خيالية ولا يستوعبها العقل ودون حسيب أو رقيب وتحولت الرسوم فيها كالفنادق بحسب النجوم فمنها خمسة نجوم واربعة نجوم وثلاثة نجوم أما بعضها فهو عشرة نجوم وهذه فقط مخصصة لاولاد المسئولين والتجار والمشرفين القادرين على دفع رسومها وفي ظل صمت عجيب من الوزارة حتى تلك التصريحات التي قيل انها صدرت من نائب الوزير حول المدارس الخاصة فإنها جاءت على استحياء ولم تتجاوز حدود وجدران الوزارة ولم تهز أي شعرة لاصغر موظف في هذه المدارس لانها أي التوجيهات تغوص في مياه المجالس المحلية وفروع التربية في المحافظات والمديريات وموظفيها الذين يجعلون منها فرصة لامور أخرى. 

سيدي الوالي.. 

اعتقد ان المشهد الذي تعيشه التربية والتعليم لا يسر عدو ولا صديق فالعملية التعليمية ليست على ما يرام ومخرجاتها سيئة جدا جدا ولابد من وقفة جادة لمعالجة هذا الوضع المتدهور يوما بعد يوم فالتعليم هو أساس نهضة الامم واهماله بهذا الشكل وتركه هكذا دون ضبط يؤدي إلى انهيار كل شيء ولابد من النظر بعين المسئولية إلى وضع التعليم حتى يتم تصحيح المسار لمنظومة التعليم المتمثلة في المعلم والمنهج المدرسي والإدارة المدرسية والمبنى المدرسي التي تعرضت لتدمير ممنهح ومقصود على مدى فترات طويلة وصولا إلى جعل كل أطراف هذه المنظومة يعاني اختلالات وخلل كبير وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى كوارث ستدفع ثمنها الأجيال القادمة والوطن بشكل عام  .

سيدي الوالي  .. 

التعليم يعاني أشد المعاناة وللأسف فإن الكل يصم أذنيه ويغلق عينيه عما يجري فهل الأمر مقصود استمرار لمسلسل التدمير أم أن الوضع التعليمي خارج نطاق السيطرة وفي ايدي لوبيات فساد تعبث كيفما تشاء .. وهل يمكن إعادة النظر أولا في آلية طباعة الكتاب المدرسي وإعطاء الأولوية للمدارس الحكومية والطالب المسكين لان طلاب المدارس الخاصة لديهم القدرة على شراء الكتاب من السوق السوداء اما غالبية الشعب اليمني فلايمكنهم ذلك وثانيا في الأسعار السياحية للمدارس الأهلية وضبطها والإشراف عليها لانها لا تخضع للوزارة وثالثا وهو الأهم بإعطاء المعلم الاهتمام الكافي وصرف مرتباته وإعادة تأهيله  ليستطيع القيام بدوره في تنشئة الأجيال ورابعا المباني المدرسية التي تحولت إلى كتل صماء وتم افراغها من تلك المعامل والمكتبات والملاعب والمرافق التي كانت تمثل جزء أساسي من العملية التعليمية ؟ وهل يمكن الاعداد لمؤتمر علمي حقيقي وليس وهمي كما هي العادة لمثل هكذا مؤتمرات وذلك لمناقشة وضع التعليم في اليمن الواقع والافاق المستقبلية بمشاركة خبراء واكاديميين وتربويين متخصصين للخروج بحزمة معالجات تبدأ من أعلى الهرم في هذا القطاع وصولا إلى إصلاح المنظومة التعليمية بشكل عام ؟ وهل تدعو المواطن للتفاؤل ام ان التعليم  سيبقى .. معلم منسي .. وسوق سوداء ورسوم سياحية ومطابع خاصة وطالب محروم مصيره إلى الشارع  ؟ .. وهل يمكن سيدي الوالي أن نرى في الأيام القليلة القادمة علاج حقيقي بعيدا عن مزايدات  المخادعين أصحاب النظارات السوداء؟ وهل سينعم ابناؤنا بتعليم جيد ويحصلون على حقوقهم من الكتب وغيرها دون اي عناء وتعب ومشقة ومعاناة  ؟ وهل وصلت الرسالة أم لا؟. نأمل سيدي الوالي إيلاء التعليم الاهتمام الذي يستحقه باعتباره عنوان واساس تقدم الشعوب ونهضتها.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سمارة برس الأقرب للحقيقة

2016