مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
.. النقل بين الوزن والقافية..
قال الراوي.. شيء جميل ان تتوجه هيئة النقل بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية بموضوع تحديد أوزان الناقلات وتفعيل قانون الميزان المحوري وتطبيقها على الشاحنات الثقيلة وإلزام سائقيها بالحفاظ على شبكة الطرق من الحمولات الزائدة على اعتبار أن هذا الموضوع ظل على مدى عقود من القضايا المهملة رغم أهميته فنحن نشاهد آلاف الشاحنات والمعدات الثقيلة تسير في الطرقات بحمولاتها التي تشكل عبء كبير وتسبب تدمير وتخريب الإسفلت وتقصير عمره الافتراضي وحتى في شوارع المدن تساهم الحمولات الزائدة حتى من الركاب على سلامة الشوارع وهذا التوجه سليم وجيد ويعد الوزن من الأشياء المهمة التي يفترض أن تدعمها كافة الجهات وحتى المواطن حفاظا على مشاريع الطرقات من التلف والدمار .
قال الراوي.. إلى هنا والأمر جيد ورائع ولكن الأروع منه أن يكون لهيئة النقل تواجد في شوارع المدن وتنظيم الفرز الداخلية التي تعاني انفلات غير عادي وما يحدث فيها يسيء إلى الدولة والحكومة وحتى الى الشعب اليمني وكما قلنا سابقا ان صميل البلاطجة الذي يتواجد في فرز النقل والجولات غيب الدولة وهز صورتها أمام الجميع بل ان هذا الصميل وللأسف مدفوع الثمن ولو أنه ثمن بخس لكنه في نهاية المطاف صميل بتواطؤ من جهات معينة تتكسب وتستفيد ولو على حساب تشويه الدولة والحكومة وتغييبها.
قال الراوي.. هذا الصميل الذي غيب الدولة تم بطريقة عجيبة ربما لا توجد سوى في بلادنا فقد قامت المجالس المحلية بالتعاقد مع متعهدين لإدارة الفرز والمواقف مقابل حفنة قليلة من الريالات تدخل إلى حساب الإيرادات بينما مئات الاضعاف من هذه الأموال يدخل إلى جيوب المتعهدين ولا يهم طريقة جمعهم للمال ولو على حساب أي شيء لان أحد هؤلاء المتعهدين وفي إحدى المشاجرات المتكررة بشكل شبه يومي بل في كل ساعة قال بالحرف الواحد .. انا دفعت دم قلبي للحصول على هذه الفرزة ولا يمكن أتركها أو اسمح لأحد بأن يأخذها مني ولن أترك أحد دون أن يدفع حقي .. طبعا هذه المناظر السيئة تتكرر وبشكل مقزز والكل من الجهات المسئولة يتفرج عليها دون أن نجد حلول لها وكان الأمر لا يعني أحد .. فالمجالس المحلية تاخذ حصتها وتسكت وأجهزة الأمن والمرور المتواجدة في الجولات والشوارع والفرز تاخذ نصيبها وتبقى هناك لتحميهم والنقل مشغول بالوزن وترك القافية التي تعتبر أهم ليكتمل البيت الشعري وتكتمل القصيدة وتتجمل صورة الدولة وهكذا فإن الكل يهرب ويتهرب من المسئولية لتبقى صورة الدولة والحكومة مهزوزة ومشينة بتلك المناظر التي لا تسر عدو ولا صديق.
قال الراوي.. هل يمكن أن تلتفت هيئة النقل إلى هذا الأمر وتعيد النظر في موضوع التعهدات والمتعهدين الذين احتكروا كل شيء وحرموا خزينة الدولة وموازنتها من مورد كبير ومهم؟ وهل يمكن أن تقوم الهيئة بالتنسيق مع المرور لاعادة توزيع الفرز والجولات وخطوط النقل بشكل جديد وفتح مسارات جديدة للشوارع التي لا تصل إليها وسائل النقل ؟ وهل يمكن أن تعمل الهيئة على تنظيم الفرز والعاملين فيها إلزامهم بزي معين وتصدر لهم بطاقات رسمية منها وتنظم لهم دورات تدريبية في كيفية التعامل مع الناس ليكونوا صورة رائعة للدولة والحكومة ؟ وهل يمكن أن يتم ابتكار طريقة جديدة لعملية جباية الرسوم بدلا من هذه الطرق البدائية والتي تحرم الدولة من مليارات تذهب الى جيوب المتعهدين والبلاطجة والجزء التافه يدخل خزينة المجالس المحلية؟ وهل يمكن إخراج الأمر من سلطات المجالس المحلية لانها كارثة من الكوارث التي حلت بالبلاد والعباد وسبب رئيسي لبلاوي الخدمات والتنمية .
قال الراوي.. نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر وان تعمل هيئة النقل على إخراج عملها بالوزن والقافية لتصبح القصيدة متميزة وغير مختلة وان نرى الفرز والمواقف في احسن صورة بدلا من هذه الصورة المشينة والمسيئة وان يغيب صميل البلاطجة الذي غيب الدولة والحكومة وان لا يكون العمل ناقصا وزن بدون قافية أو قافية بدون وزن .. فهل وصلت الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو؟.