أخبار محلية صنعاء/نجيب الكامل
حياكم الله...
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة الأعزاء، وفي المقدِّمة الآباء العلماء، وكافة الحضور، والأخوات أيضاً المؤمنات في أماكن تجمعاتهن، نقول للجميع:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
وعظَّم الله لنا ولكم الأجر، وأحسن لنا ولكم العزاء، في ذكرى مصاب سيِّد الشهداء: الإمام الحسين، ابن عليٍّ أمير المؤمنين، وابن فاطمة الزهراء، سيِّدة نساء العالمين، سبط رسول الله محمد "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين".
إنَّ إحياءنا لهذه الذكرى الأليمة، والفاجعة الكبيرة، هو تعبيرٌ من تعبيرات ولائنا لسيِّد الشهداء، والتعبير أيضاً عن الإيمان بموقفه الحق، وقضيته العادلة المقدَّسة، التي هي استمرارية الإسلام، وأيضاً التعبير عمَّا يعنيه الإيمان، بما يعنيه لنا الحسين "عليه السلام"، في موقعه في الهداية، والقيادة، والقدوة، وفي مقامه الإيماني العظيم، وفي قيامه لله، وفي حركته، كل ذلك بما عبَّر عنه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" في قوله: ((حسينٌ منِّي وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً، حسينٌ سبطٌ من الأسباط))، وفي قوله عنه وعن أخيه الإمام الحسن المجتبى: ((الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة)).
لقد نهض الإمام الحسين "عليه السلام" في مرحلةٍ حسَّاسة، وفي منعطفٍ تاريخيٍ يشكِّل بالغ الخطورة على أمتنا الإسلامية، ليس فقط في حاضرها آنذاك، وإنما أيضاً على مستقبلها إلى قيام الساعة، حيث أنَّ الطغيان الأموي- وفي الذروة منه يزيد- ومن موقع السيطرة على مقاليد أمر الأمة، سعى بكل جهده لطمس معالم الإسلام، وتحرَّك بموروثه الجاهلي، متخذاً دين الله دَغَلَا، وعباده خَوَلَا، وماله دُوَلَا، بكل ما تعنيه هذه العبارات، التي أعلن الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" تحذيره للأمة من طغيان بني أمية بها.
لقد كان خطر يزيد، وخطر الطغيان الأموي آنذاك، ابتداءً على الأمة في دينها الإسلامي، في أصالته، على مستوى المبادئ العظيمة، والأخلاق الكريمة، والقيم السامية، والتعليمات المقدَّسة، والبصائر المنوِّرة، والمشروع الحضاري الراقي، فيما يشكِّله ذلك ويمثِّله من منعةٍ للأمة، وحمايةٍ لها من الاستعباد والإذلال، والظلم والاضطهاد.
فاتخذوا دين الله دَغَلَا؛ سعياً منهم إلى تحريف المفاهيم الحقيقية لتعاليم الدين الإسلامي، وتفريغ الإسلام من محتواه الحقيقي، الذي يحرر الإنسان، ويسمو به، ويصلح الحياة، ويحقُّ الحق، ويقيم العدل، وقاموا بتقديم البدائل، التي تحمل العناوين الإسلامية، لكن بمضامين أخرى، تدجِّن الأمة لهم، وتخضعها لسيطرتهم، وتفقد الأمة ثمرة الإسلام الحقيقية في أثره في الإنسان، وأثره في المجتمع، وأثره في واقع الحياة، وقيمة ذلك للإنسان في الدنيا والآخرة، وتغيِّب العدل؛ ليحل بدلاً عنه الظلم، وتغيِّب الحق؛ ليحل بدلاً عنه الباطل والزيف، ليتوصَّلوا بذلك إلى السيطرة التامة على الأمة، والاستعباد لها، كما قال النبي "صلى الله عليه وآله وسلم": ((وعباده خَوَلَا)).
وبذلك يجرِّدون الأمة من مشروعها الحقيقي كأمةٍ مسلمة، ومن أهدافها المقدَّسة، ومسؤولياتها العظيمة، المرسومة لها في إسلامها، على ضوء قول الله "تبارك وتعالى": {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: من الآية110]، ويحوِّلونها إلى أمةٍ تفقد حتى حريتها، وتستهلك طاقاتها وقدراتها في خدمة زمرة الشر والإجرام الأموي، ثم ليمتد ذلك كسياسةٍ مستمرة يتعاقب عليها الطغاة، ويتداولها المجرمون جيلاً بعد جيل، مع نهب ثروة الأمة، واستغلالها، في نزواتهم، وأهوائهم، ورغباتهم، وتعزيز نفوذهم، واستحكام سيطرتهم، وحرمان الأمة منها؛ كي تبقى تعاني الفقر، والعوز، والحاجة، والضعف، مسحوقةً بأزماتها، ومضغوطةً بمعاناتها، ثم الاستغلال لتلك الظروف، وذلك الواقع المأساوي، الذي صنعوه هم، لشراء الولاءات والمواقف، والاستقطاب للناس إلى صف الباطل.
إنَّ الحق يعتبر الحصن الحصين لمنعة الأمة، وحمايتها من الباطل، في كل امتداداته الخطيرة: من ظلمٍ، ومنكرٍ، وفساد، ولذلك فنجاة الأمة مرهونةٌ بتمسكها بالحق، وتحركها تحت رايته.
والإمام الحسين "عليه السلام" أعلن للأمة في ثورته الخالدة، ونهضته المباركة، الخطورة الكبيرة عليها، في غياب الحق عن الواقع، وفي الخنوع للباطل، عندما قال "عليه السلام": ((إنَّ الدنيا قد تغيَّرت، وتنكَّرت، وأدبر معروفها، واستمرَّت جداً، فلم يبق منها إلَّا صبابةٌ كصبابة الإناء، وخسيس عيشٍ كالمرعى الوبيل، أَلَا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلَّا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلَّا برما)).
الحق في مصدره الحقيقي كما في قول الله "تبارك وتعالى": {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}[آل عمران: الآية60]، وفي منهجه الأصيل، الذي وضَّحه الله بقوله "سبحانه وتعالى": {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ}[النساء: من الآية170]، الحق في امتداده وحملته الصادقين، الذين ينطبق عليهم قول الله "تبارك وتعالى": {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}[الأعراف: الآية181]، الحق على مستوى المبادئ، والقيم، والتعليمات، والمشروع، والمنهج، والمسيرة، وعلى مستوى المواقف والولاءات، وعلى مستوى القول والفعل، وعلى مستوى الخيار والقرار، الحق في ذلك كله، هو الركيزة التي يمكن للأمة- بل وللبشرية بكلها- أن تستند إليه، وأن تتمسك به؛ لحمايتها من الباطل، وهو الذي له فاعليته المؤكَّدة الحتمية في إزهاق الباطل، كما قال الله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}[الإسراء: من الآية81]، وقال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}[الأنبياء: من الآية18].
إننا في هذا العصر نجد التشابه والتطابق التام: بين الموروث الجاهلي، الذي حمله وتحرك به طغاة بني أمية، ويزيد بن معاوية، وبين جاهلية العصر، والطغيان المعاصر، الذي على رأسه أمريكا، واللوبي الصهيوني اليهودي في العالم، وإسرائيل، ومن يدور في فلكهم ويتَّبعهم ويواليهم، فهم يتحركون في نفس الاتجاه: (يتخذون دين الله دَغَلَا، وعباده خَوَلَا، وماله دُوَلَا)، فهم يعملون على تحريف المفاهيم، وتوظيفها لما يخدمهم، ويعزز من نفوذهم، وفي حملات التضليل الواسع، الذي يستهدفون به الأمة، وفي مساعيهم أيضاً لإذلال الأمة، وفي سلوكهم الإجرامي والوحشي.
إنَّ الحق- أيُّها الإخوة والأخوات- بأن نكون كمسلمين وأمةٍ مسلمة، أن نكون أمةً حرةً، مستقلةً، على أساسٍ من هويتها الإيمانية، وانتمائها للإسلام، وأن نسعى أن نكون أمةً قويةً، عزيزةً، منيعةً، تنهض بمسؤولياتها المقدَّسة، وتتحرك بمشروعها الحضاري.
وإنَّ الباطل هو في جرِّ الأمة إلى الولاء لأمريكا وإسرائيل، والخضوع للسيطرة الأمريكية والإسرائيلية، والتبعية العمياء لأمريكا.
إنَّ الحق أيُّها الإخوة والأخوات، إنَّ الحق يا أمتنا الإسلامية، هو في نصرة الشعب الفلسطيني، ودعم مقاومته، وطرد المغتصب الصهيوني اليهودي، واستعادة المقدسات في فلسطين، والتصدي للخطر الإسرائيلي الصهيوني، الذي يهدد الأمة كلها.
وإنَّ الباطل كل الباطل، هو في القبول بالعدو الصهيوني، والقبول بسيطرته على فلسطين والمقدسات، وبالتطبيع معه، والولاء له، وبتبرير جرائمه، هذا هو الباطل، الذي يصل إلى مستوى قول الله "سبحانه وتعالى": {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة: من الآية51].
إنَّ الحق هو في الوقوف مع شعوب أمتنا المظلومة، المضطهدة، المحاربة بكل أشكال المحاربة، في لبنان، وسوريا، والعراق، والبحرين... وفي كافة أنحاء المعمورة.
وإنَّ الباطل هو في التآمر على هذه الشعوب بكل أشكال المؤامرات.
إنَّ الحق- يا أمتنا الإسلامية- هو في السعي لوحدة المسلمين، وأخُوَّتهم، وتعاونهم، كما قال الله "تبارك وتعالى": {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: من الآية103]، وكما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: من الآية2]، وكما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: من الآية10].
وإنَّ الباطل هو في نشر البغضاء، والعداوة، والكراهية، فيما بين المسلمين، والسعي لتفرقتهم تحت العناوين الطائفية والتكفير، قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[آل عمران: الآية105].
إنَّ الحق مع شعبنا اليمني العزيز، في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الغاشم، الذي لا مشروعية له، وارتكب بحق شعبنا أبشع الجرائم، وأفظع الجرائم، قال الله تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}[الشورى: الآية41]، وقال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}[البقرة: من الآية194].
وإنَّ الباطل هو في الوقوف مع هذا العدوان، أو تبريره، أو السكوت عن إدانة جرائمه، واستنكار ما يرتكبه بحق شعبنا العزيز من جرائم وحصار.
إنَّ الحق هو أن نسعى لتعزيز كل عوامل القوة والثبات، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: من الآية60]، وأن نحمي جبهتنا الداخلية من الفتن، ودسائس الأعداء، ومساعيهم في التفرقة والتثبيط.
وإنَّ الباطل هو بالإخلال بهذه المسؤولية، وخلخلة الصف الداخلي، وبالتثبيط، والفَتِّ من عَضُدِ الأحرار الأوفياء، المجاهدين الصابرين.
إنَّ الحق أن نقف بوجه الأعداء، في مساعيهم لإذلال شعبنا، وإذلال أمتنا، وعندما وضعونا بين خيارين: بين الذلة، والسلة والقتلة، أن نقول، من موقع الموقف الحق، بكل ثبات، وإيمان، وقوة: هيهـــــــــات منـــــــــا الذلــــة، فنحن يمن الإيمان، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: من الآية8].
إنَّ الحق في الخيارات، والحق في تحديد الموقف تجاه هذه القضايا، ليس ملتبساً، كما لم يكن ملتبساً يوم عاشوراء، ولا في نهضة سيِّد الشهداء، سبط رسول الله، الإمام الحسين "عليه السلام"، من يومها الأول، فالأمة آنذاك تعرف من هو يزيد، الفاسق الفاجر، شارب الخمر، المعلن بالفسق والفجور، قاتل النفس المحرمة، الساعي إلى طمس معالم الإسلام، واستعباد الأمة وإذلالها، وتعرف من هو الحسين، وما يمثله الحسين "عليه السلام"، وما قاله رسول الله محمد "صلى الله وسلم عليه وعلى آله" عن الحسين، ومظلومية الحسين، ودور الحسين، فلم يلتبس الحق، ما بين الحسين ومقامه، وموقعه وقضيته، وموقفه الحق، وما بين يزيد، وطغيانه، وباطله، وفسقه، وإجرامه.
لذلك فموقف المتخاذلين، والمترددين، واليائسين، والجبناء المحبطين، لم يكن منشؤه الالتباس في تحديد الحق من الباطل؛ وإنما منشؤه في ذلك العصر، كما في هذا الزمن، ضعف الإيمان، وضعف البصيرة والوعي، والخضوع للمخاوف والأطماع، والتقديرات الخاطئة، والحسابات الساقطة الباطلة.
بالتمسك بالحق، والثبات عليه، والتحرك تحت رايته، ننتصر، وانتصر الحسين "عليه السلام" بخلود ثورته، واستمرار نهجه، وامتداد الحق عبر الأجيال، وانتصر الأحرار في ميادين العزة والكرامة بإسقاط مؤامرات الأعداء.
وأمتنا اليوم في حركتها، في حركة ونهضة أحرارها، واحتضان شعوبها، في موقعٍ متقدم، تشهد له التطورات الراهنة في كل الجبهات، بدءاً من فلسطين، ولبنان، والعراق، وسوريا، وفي بلدنا اليمن، وبات جلياً للهزيمة الأمريكية في أفغانستان الضعف والتراجع الأمريكي في الحروب المباشرة، والاحتلال المباشر، والذي بقي لأمريكا هو الاعتماد بشكلٍ رئيسي على الحروب بالوكالة، من خلال أدواتها الرخيصة الخاسرة، وعملائها الأغبياء، الذين يجب عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم، ورهاناتهم الخاسرة والخاطئة.
وهنا نوجه النصح إلى النظامين السعودي والإماراتي، ومن يحذو حذوهما، من الأنظمة والكيانات العميلة في عالمنا العربي والإسلامي، بالكف عن الاستهداف لأمتنا الإسلامية، في مختلف شعوبها وبلدانها، فآمالكم، ورهاناتكم، وتصوراتكم الخاطئة، بأنكم بذلك تربعتم في موقع القوة وضمان المستقبل، هو وهمٌ خاسر، والنتيجة الحتمية، التي أكَّدها الله في القرآن الكريم، ويشهد لها الواقع، هي أنَّ عاقبتكم المحتومة: هي الندم والخسران.
وأقول لشعبنا العزيز: إنَّ مآلات وعواقب التمسك بالحق، والثبات عليه، هي تحقق الوعد الإلهي، الوعد الإلهي كما قال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص: من الآية83]، وكما قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: من الآية7].
إننا في هذا المقام، نؤكِّد ثبات مواقفنا، وحسم خياراتنا، بالحق، وعلى أساس الحق، بدءاً من الموقف الحق، في نصرة الشعب الفلسطيني، والحق في استعادة فلسطين، والمقدسات، وطرد العدو الصهيوني المجرم والغاصب، والوقوف مع شعوب أمتنا المظلومة، في عالمنا العربي والإسلامي، وفي كل أقطار المعمورة، وفي ثبات موقفنا في التصدي للعدوان على بلدنا، والتمسك بحق شعبنا في الحرية والاستقلال، على أساسٍ من هويته الإيمانية، وانتمائه للإسلام، ثابتين على ذلك، باعتمادنا على الله تعالى، وثقتنا به، {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}[النساء: من الآية45]، مستمدين منه تعالى المعونة والنصر، والهداية والتوفيق، ومتزوِّدين من كل المحطات التاريخية، ومن عطاء وصبر وثبات وتضحية أوليائه، المزيد والمزيد من العزم، والصبر، والبصيرة، والتأسي بالقدوة الحسنة.
السَّلام على سبط رسول الله، الإمام الحسين، وأهل بيته، وأنصاره الميامين.
الصلاة والسَّلام على رسول الله وآله الطاهرين.
السَّلام على شهداء الحق، في كل زمانٍ ومكان.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ- أَيُها الإِخوَةُ والأَخَوات- وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
كتب الله أجركم، وشكر سعيكم، ونشكركم على هذا الحضور الكبير والمشرِّف، هذا هو ما نعهده من شعبنا العزيز: الحضور الفاعل والحاشد والقوي في كل الساحات، وفي كل الميادين، وفي كل الجبهات، للحق، وبالحق، وفي نصرة الحق، بارك الله فيكم.