مقالات بقلم الدكتور / ابراهيم الدهش
رغم الجزع والإحباط الذي نشعر به جميعا أثر المشاركة والحضور في انتخاب من يمثلنا في قبة البرلمان والخروج بنتائج دون مستوى الطموح لإنشغال البعض في مصالحهم الشخصية ومصالح الجهات المسؤولة عنهم من الكتل والأحزاب والجهات المعنية ، مما أثر تأثيراً مباشراً ليس فقط على شريحة معينة من المجتمع وانما على البلد بصورة عامة ، وكانوا سبباً في تلكؤ عجلة البناء والتقدم ، ولكن يبقى هنا السؤال: ما هو البديل عن ذلك ، وكيف نغير من كان سبباً في انتشار الظواهر السلبية في المجتمع بما فيها الانتحار والرشوة وتعاطي المخدرات والتسرب المدرسي وتأخر البلد ، إضافة إلى استفحال داء الفساد حتى أصبح وباءاً مستشرياً في كافة مفاصل الدولة ..
إن أجواء الديمقراطية التي نعيشها ألقت بظلالها على جميع شرائح المجتمع ، وحرية التعبير في إختيار من يمثلنا أصبح لها صداها .. كلنا على قناعة تامة بأن ماحدث في العراق من تغيير كان نقطة تحول جذرية في حياة الإنسان العراقي ..
لكن وللاسف الشديد ،، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وأصبحت الديمقراطية والاستقرار وراحة البال التي نطمح إليها كخيط سراب نلهث اليه ويبتعد عنا ، ونحن السبب !!! نعم نحن ، لإنجرارنا وراء مصالح شخصية أو كتلوية و حزبية ، تاركين الوطن في خبر كان ؟؟ وكذلك عدم قناعة البعض بالمرشحين ولا باحزابهم وكتلهم مما من تسبب عزوف الكثير مع عوائلهم إضافة إلى التثقيف من قبل بعض المثقفين بعدم المشاركة والوصول الى صندوق الاقتراع لكي يدلوا بأصواتهم ، وها هي النتائج ونحن ضحايا هذا الخطأ الفاحش وضياع البلد !! إن أهمية شعور الناخب بمدى تأثير صوته الانتخابي في العملية الانتخابية كان أملنا لنجاح العملية السياسية فكلما كان لصوت الناخب في العملية الانتخابية تأثيراً قوياً ، كلما أكد هذا التأثير أن المسيرة الديمقراطية تسير على نهج سليم في البلد .. خاصة في اختيار الرجل في المكان المناسب
لقد إعتادت الأوطان التي تعمل على ترسيخ مبادىء الديمقراطية أن تحرص على نزاهة وعدالة العملية الانتخابية ، لضمان تعزيز الديمقراطية النابعة من إختيار الشعب لنوابه وممثليه ، وأن الصوت الانتخابي الدقيق في الاختيار يستطيع أن يقلب الموازين السياسية ، طبعاً إذا نظمت الانتخابات وفقاً للشروط القانونية والدستورية التي يحددها القانون والدستور ، ولذلك فعدم المشاركة الانتخابية هي عدم ثقة الشعب في النظام ، ويَضع المواطن في سبات وتأخر دائم مما يؤثر تأثيرا مباشراً على نمو وازدهار البلد في كافة المجالات
فمن أجل ضمان أفضل علاقة إيجابية بنَّاءة ومؤثرة في الإدارة المنتخبة ، ومن أجل توجيه تلك الإدارة نحو برامج تصب في خدمة جمهور الشعب المصوِّت ، ومن أجل حياة كريمة ومن أجل الرخاء والازدهار ، لابد من مشاركة الجميع في عملية التصويت وأنْ تتمَّ عملية الاختيار والانتخاب وفق معايير دقيقة وقراءة متمعنة في طبيعة ممثلي الإدارة المنتخبة وفي توجهاتهم وبرامجهم من جهة أخرى ، إضافة إلى تأريخهم وجذورهم ومواقفهم السابقة قبل اقدامهم إلى الانتخابات ، إضافة إلى ذلك فإن الانتخابات النيابية تعد واجباً وطنياً وإستحقاقاً دستورياً ، وتعبيراً عن الأجواء الديمقراطية التي نعيشها ، لذا يتطلب من الجميع المشاركة الفعلية في الانتخابات والتفكير والتثقيف لهذا المشروع الحيوي الذي ينتشل البلد من واقعه المزري إلى حياة جميلة ، إضافة إلى ذلك فان المشاركة الإنتخابية لها أهمية كبرى في تعزيز الديمقراطية والنهوض بالوطن ، فإن وجود نهج ديمقراطي صحيح واسع والتزام بنهوض البلد ورفع نسبة المشاركة الانتخابية لإدراك الناخب بأهمية صوته في تغيير مصير الشعب ، ووضع الوطن في مساره الصحيح ، وكذلك فإن الأصبع البنفسجي سوف يغير مسار العملية السياسية نحو الطريق الآمن ، كما يتطلب منا وعي سياسي واجتماعي ينضج من رحم المجتمع .
إذاً، المشاركة الإنتخابية والحضور والتثقيف في هذا المجال لها مدلولات عميقة ، فهي تجعل المواطن مدركاً بأهمية دوره والتزامه تجاه العملية الانتخابية ، ويعرف جيداً كيف يختار ممثلاّ عنه ويقدمه بيده مترجلاً إلى قبة البرلمان ليطالب بحقوقه وحقوق بلده بالإنابة عنه.