مقالات العراق:
بقلم الدكتور /إبراهيم الدهش
الأحد /14/نوفمبر (2021م)
إن الحوزة العلمية في النجف الأشرف كانت وما زالت هي الأم التي تلد الفقهاء والفحول الذين يعلمون الناس الدين ويوصلون إليهم أحكامه وتشريعاته بأيسر الطرق وانجحها فيرفعون عنه كل شبهة ويزيلون عنه كل شائبة . فهم عناوين وقدوة حسنة للجميع .
ومن أهم الأمور التي تقوم بها الحوزة ورجالاتها هو معرفة أحكام الموضوعات المستحدثة والنوازل الجديدة كالاستنساخ البشري وأحكام التشريح وغيرها.
فتبحث عن الحلول والمعالجات بطرق موضوعية تهدف إلى خدمة الانسان وتطوره وازدهاره في كافة مجالات الحياة لأن الفقه يعتبر هو العلم الام الذي تحتاجه كل العلوم في ترشيد بحوثها ومطابقتها للواقع الشرعي فيحفظ للانسان كرامته وعزته ويوفر له السلامة والامان .
ومن هذا المنطلق قامت مؤسسة نور البصائر للعلوم الانسانية والاسلامية في النجف الأشرف بإقامة ندوتها الاولى بتاريخ 26/ ربيع الأول / 1443 هجري الموافق 2 / 11 / 2021 م ضمن نشاطاتها العلمية البحثية حيث دعت الباحثين والمحققين والمفكرين وشخصيات من الوسط الأدبي والثقافي للحضور والمشاركة والنقاش مع سماحة الفقيه المرجع آية الله السيد أبو الحسن حميد المقدس الغريفي دام ظله في بحثه المعنون (التقنية النووية من منظور فقهي)
وقد وفقني الله تعالى لحضور الندوة والمشاركة تلبية لدعوة المؤسسة حيث كان البحث يدور حول محورين اساسيين :
المحور الاول : استخدام التقنية النووية للاغراض السلمية كإنتاج الوقود المستخدم في انتاج الطاقة الكهربائية وتشغيل السفن والغواصات وعلاج الامراض السرطانية .
فكان الرأي الشرعي فيها هو الجواز.
المحور الثاني : استخدام التقنية النووية للأغراض العسكرية.
وكان الرأي الشرعي فيها هو الحرمة من حيث اصل انتاجها وتخزينها واستعمالها في الحروب . ورغم أنها الجلسة النقاشية الأولى لسماحة السيد في هذا البرنامج المميز لمؤسسة البصائر ،، لكنها لاقت استحسان ومقبولية لدى الجميع إضافة إلى الصدى الإعلامي في محافظة النجف ،. أما تفاصيل المحاضرة فقد
تعرض سماحته لكثير من الفروع والتفصيلات وبحث في صلب وعمق التقنيات النووية وتأثيرها في العالم كما كان صدره رحبا لسماع المناقشات والإجابة عليها ، والجميل المثير في الجلسة أنها كانت منفتحة على الجميع ولم تقتصر فئة أو شريحة معينة أثناء الحوار وانما بحقائق مدروسة وحديث علمي مقتضب ..
فالنجف الأشرف ليست منغلقة على نفسها بل هي منفتحة على العالم اجمع وتبحث في كل ما هو جديد ومستحدث لتعطي الرأي الشرعي فيه إلا إن الاعلام لم يأخذ دوره المناسب في ايصال أخبارها ومنجزها العلمي والمعرفي إلى العالم ، ولم يسلط الأضواء الحقيقة لصورة الحوزة ورجالاتها فهم القدوة الحسنة لنا جميعاً