سمارة برس الأقرب للحقيقة سمارة برس الأقرب للحقيقة
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

بسم الله الرحمن الرحيم بيان حزب جبهة التحرير في الذكرى ( 54 ) ليوم الجلاء




أخبار محلية صنعاء /عارف العامري 

الإثنين /٢٩ /نوفمبر (٢٠٢١م) 



  


(( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))

     صدق الله العظيم



أيها الثوار الأحرار

 الشرفاء ..


أيها الشعب اليمني العظيم ..


   تحل الذكري الرابعة والخمسين ليوم جلاء آخر الجنود البريطانيين عن الجنوب اليمني بعد ما يزيد عن 128 عاما من الإحتلال والاستعمار وإغتصاب السيادة الوطنية ، لم يستكن أو يتوانى شعبنا خلالها عن الكفاح والنضال والاستبسال في مقاومة ومقارعة ومناهضة الإستعمار بكل أشكال وأساليب النضال الوطنية حتى إجباره على إجلاء قواته في جنح الظلام وترك البلاد في مهب الريح والعواصف دون تسليم وإستلام رسمي كما تقتضي المراسيم المعتادة في مثل هذه المناسبات التاريخية .


   وقد ثار كثير من اللغط حول ما إذا كان الذي تحقق في 30 نوفمبر 1967م هو إستقلال حقيقي أم مجرد جلاء للقوات البريطانية عن الجنوب !!


   فللإستقلال الناجز والكامل شروطه وأصوله وقواعده الثابتة والراسخة التي لا يمكن التشكيك في صحته ونزاهته والتزامه .


   وعلى الرغم من التضحيات الوطنية الباهضة التي بذلت في سبيل تحقيق الحرية الكاملة والاستقلال الوطني الناجز ، الذي اضطلع به الشعب بكل فئاته الوطنية النزيهة، والذي كان يؤمل شعبنا من ورائه التئام اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي في ظل صفحة وطنية جديدة عنوانها ان الوطن يتسع لكل أبنائه في ظل احترام الحقوق والحريات والعدل والديمقراطية يجب ما قبله من نزاعات وصراعات وخلافات حزبية ضيقة ، فقد أقيم نظام حزبي عنصري ضيق الأفق معاد للقوى الوطنية الأخري لا يؤمن بالوحدة الوطنية ، ولا بالشراكة والمساواة ، ولا بالحقوق والعدالة ، وكان غياب الوحدة الوطنية من أهم دواعي انتفاء قوة حماية الاستقلال والتي تدفع السلطة كضرورة حتمية الى الإحتماء بالخارج وإستدعائه لإتقاء غضب الداخل .


   ومن ضمن البنود السرية التي احتوت عليها ملاحق مفاوضات الاستقلال في جنيف بين بريطانيا والجبهة القومية شملت تعيين مستشار بريطاني لوزارة الدفاع في الجنوب لمدة ستة أشهر ، والذي كان يتضايق من وجوده وزير الدفاع الجنوبي ، علي سالم البيض ، وكذلك تواجد القطع الحربية للبحرية البريطانية على مقربة من السواحل الجنوبية للفترة ذاتها لتقديم الدعم العسكري في حالة تعرض الجنوب لأي عدوان خارجي ، كما جاء في خطاب وزير خارجية بريطانيا أمام مجلس العموم والذي قال فيه :


   (( ان بريطانيا ستمنح الجنوب العربي الاستقلال مع إحتفاظها بقوات بحرية وجوية قريبة من الجنوب ، وإبقاء جيش الجنوب تحت إشراف الخبراء والضباط البريطانيين ، وكذلك مرابطة قوات بحرية وجوية في جزيرة مصيرة وبعض الجزر ، وان هذه القوات ستكون موجودة خلال الأشهر الستة التالية للإستقلال ، وما بعد هذه الفترة طبقا لما تراه الحكومة البريطانية ، وأن هذه القوات ستشكل قوة قوية تجعل كل من يفكر في الهجوم على الجنوب ان يضعها في الحسبان )) .


   ولم تنتقل شركة مصافي الزيت ، ولا شركة البرق واللاسلكي البريطانيتان الى ملكية الدولة الوطنية وظلتا تحت الادارة البريطانية الى قيام إنقلاب 22 يونيو 1969م .


   ان الاستلام والتسليم الحقيقي للسلطة بعد جلاء النفوذ البريطاني عن الجنوب كان بين بريطانيا والاتحاد السوفيتي السابق ، الذي صرح وزير خارجيته ، اندريه جروميكو ، للصحفيين في مطار القاهرة يوم 29 مارس 1967م قائلا :


   (( انه بعد إنسحاب القوات البريطانية الاستعمارية من إمارات إتحاد الجنوب العربي فإنه يجب العمل على إنشاء دولة إشتراكية مستقلة في هذه المنطقة ، وان الإتحاد السوفيتي يحتفظ لنفسه بحق التصرف تجاه أي حل تقرره الأمم المتحدة تجاه منطقة عدن )) .


   وبموجب هذا التخادم والتفاهم بين بريطانيا والاتحاد السوفيتي والتسليم والاستلام فيما بينهما إنتقل الحكم في الجنوب بعد إنقلاب 22 يونيو 1969م الى حضن الاتحاد السوفيتي ، فأصبحت وزارة الدفاع تحت إشراف الخبراء الروس ، وأصبحا وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة تحت إشراف خبراء المانيا الشرقية ، بينما أشرف الخبراء الكوبيون على المليشيا الشعبية .


   وقد اشتركت قوات هذه البلدان فعليا في الشأن الداخلي للجنوب وأبرزها عند الإطاحة بالرئيس سالم ربيع علي وفي أحداث 13 يناير 1967م .


   فأي إستقلال تحقق للجنوب بينما كل أموره كانت تدار بأيدي خارجية ؟!


   الرحمة والخلود للشهداء الميامين 


   التحية لكل الثوار الشرفاء الاحرار .


   المجد والإنتصار للشعب



صادر عن /


   حزب جبهة التحرير


     30 نوفمبر 2021م

عن الكاتب

عين على الحقيقة

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

سمارة برس الأقرب للحقيقة