-->
سمارة برس الأقرب للحقيقة سمارة برس الأقرب للحقيقة
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

العصفورة المجنونة(((18)))




مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث 

الاربعاء /15/يونيو (2022م) 




.. لعبة التصنيفات.. 

في لحظة هدوء وبينما كنت انا وصديقي الصغير والعصفورة نفكر في وجهتنا القادمة ونتداول حول تأجيل موضوعنا عن الإعلام اليمني رن الهاتف وكان في الطرف الآخر المؤجر صاحب العمارة وترددت قليلا قبل الرد عليه لكن لم يكن مني الا أن اجبته وكانت أول كلمة قالها .. الايجار جاهز هل أمر عليك ؟ .. طبعا ولأن الوقت عقب العيد رديت عليه بالاعتذار وبعد أخذ ورد وشد وجذب أقتنع بتأجيل دفع الإيجار لمدة أسبوع .

بعد أن أغلقت سماعة الهاتف قلت وبصوت خافت نوعا ما .. ان شاء الله يكون خير ونستطيع تدبير الإيجار للتخلص من ازعاجه فقاطعني صديقي الصغير بقوله .. استغرب أنه لايوجد لدينا بيت ملك ومازلنا في بيوت الإيجار رغم أن لك اكثر من خمسة وعشرين سنة في الوظيفة ؟ .. قلت له ياصغيري العزيز الموضوع ليس بهذه السهولة كما تتخيلها انت ؟ قال لي كيف وانا اعرف بيت فلان وبيت علان من الجيران موظفين في الدولة ويمتلكون فلل وبيوت وبعضهم معه عمارات وأقل واحد معه بيت واحد ملكه ومرتاح من بيوت الإيجار على الاقل ؟ قالت له العصفورة فعلا كما قال والدك الوضع يختلف فهناك من استغل وظيفته ومنهم من استغل أشياء أخرى للوصول إلى مناصب عليا ومن خلالها تمكن من بناء البيوت والفلل وجمع أموال وارصدة في البنوك اما والدك فأنت تعرفه ليس من هؤلاء .. لكنه عاد ليسالني لماذا لم يتم تعيينك في منصب أو وظيفة كبيرة رغم أنني اسمع الكثير يثنون عليك وعلى خبرتك وتجربتك وعملك واخلاصك؟ قلت له ياصديقي العزيز هذه لعبة كبيرة جدا .. لكنه قاطعني مرة اخرى وقال ..  أي لعبة ؟ .. قلت له .. لعبة التصنيفات .. لكن جاء السؤال هذه المرة من العصفورة.. اي تصنيفات ؟واي لعبة ؟ قلت لها سأتحدث معكما الان بكل وضوح .. فقد كان الوضع في السابق يعتمد في الترقيات والتعيينات على هذه اللعبة حيث كان هناك جهات تتولى عملية التصنيف ورفع التقارير عن الجميع وتضع دوائر حمراء وسوداء وخضراء وصفراء امام كل اسم وصانع القرار ما عليه سوى اعتمادها لكنها عادت لتسالني من جديد عن حكاية هذه الدوائر وألوانها وما دلالة كل لون ؟ ووافقها صديقي العزيز لأنه كما قال يريد معرفة سر لعبة الدوائر الملونة هذه ؟ .

قلت لهما ساكشف لكما عن سر اللعبة والدوائر الملونة فكل موظف من الموظفين صغارا وكبارا كان يخضع للمراقبة والتقييم ليس بحسب كفائته ومؤهلاته وخبرته وقدرته ولكن بحسب ولائه أولا وثانيا وهؤلاء من أصحاب الدوائر الخضراء الذين كانوا يحظون بالمناصب العليا دون أي تعب وأموال كثيرة تضخ عليهم دون حساب اما النوع الثاني فهم أصحاب الدوائر الصفراء والذين كان يتم استمالتهم من جهات واحزاب اخرى ومراضاتهم بمناصب واموال لشراء مواقفهم وولاءاتهم  لكنهم يبقون تحت الرقابة الدائمة وأي شخص يميل أو يخرج من العباءة يتم إخراجه إلى الدائرة الحمراء التي كان يتم فيها وضع المعارضين ومنتسبي الأحزاب والمكونات التي ليست في توافق أو اتفاق مع النظام ورموزه وتبقى تلك الدائرة السوداء التي كان يتم وضع المعارضين الأشد ومن كانوا يعتبرونهم خطر على النظام وفق تصنيفهم فقاطعني صديقي العزيز والعصفورة وقالا لي بصوت واحد وانت في اي دائرة كنت ؟ قلت لهما كانت عليا دائرة سوداء واخرى حمراء فكان البعض من اجهزتهم يصنفني باني امامي حوثي هاشمي وبالتالي فقد وضعوني في الدائرة السوداء والبعض الآخر كان أقل تشددا وكان يصنفني باني ناصري لأن أحد أعز أصدقائي كان في نفس الدائرة ولم يخرج منها الا بصعوبة وبعد أن انضم اليهم كما فعل الكثير وهناك من كان يصنفني باني اشتراكي على اعتبار ان بعض أفكاري كما يخيل لهم اشتراكية والبعض كان تصنيفي عنده بأني بعثي لأن أحد أصدقائي كان كذلك وبالتالي فكانوا يضعونني في الدائرة الحمراء الاقل تشددا وهكذا تم حرماني من اي ترقيات أو مناصب ولم احصل على درجة مدير عام الا بصعوبة شديدة وربما لتغطية لعبة الدوائر الملونة تلك .

العصفورة قالت لي الان الوضع تغير وهي فرصة لك لتحصل على حقك في الترقية.. قلت لها الوضع تغير شكليا لكن اللعبة مازالت مستمرة والتصنيفات انتقلت إلى الضفة الأخرى. فقاطعني صديقي العزيز وقال لي.. كيف اننقلت إلى الضفة الأخرى؟ قلت له من قبل كانوا يضعون الدوائر عليا بحجة اني امامي وحوثي وممنوع من اي تقدم أو ترقيات والان يصنفوني باني مؤتمري وممنوع من اي ترقية أو تولي أي منصب وهكذا تستمر اللعبة.. لكن العصفورة قالت لي كيف ذلك هل يعقل ؟ قلت لها أتصدقي ان الدائرة السوداء مازالت موجودة وربما أكثر من ذلك لأن الدائرة الحمراء ألغيت تماما وتم حرماني من اي ترقية حتى استحقاقي للترقية بسنوات الخدمة وصل إلى مرحلة ما وجاء الفيتو بايقافه كما ان هناك بعض الترشيحات التي وصلت إلى مرحلة أعلى قليلا وذهبت إلى الادراج بحجة أن هذا مؤتمري رغم أن المؤتمر كان يصنفني باني حوثي وهكذا فإن هذه اللعبة مازالت مستمرة ليس في حقي انا وحدي ولكن في حق الكثير من اليمنيين الذين حرموا من حقوقهم بسبب لعبة التصنيفات من هنا ومن هناك في الوضع السابق وفي الوضع اللاحق .. فقال لي صديقي الصغير والعصفورة بصوت واحد إلى متى تستمر هذه اللعبة ؟ وهل يمكن ان يأتي اليوم الذي لانرى فيه اي نوع من أنواع الدوائر على اي مواطن يمني ؟ وهل يمكن ان تنتهي لعبة التصنيفات ويأخذ كل مواطن وكل موظف حقه بحسب قدرته وكفاءته وليس بحسب ولائه وقربه وبيع وشراء المواقف ؟ قلت لهما نتمنى ان يأتي ذلك اليوم وان يجد كل مواطن حقه بغض النظر عن اي تصنيفات أو آراء أو معتقدات بل كما يقول الدستور الذي كذبوا علينا به من سابق بأن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات ولعل هذه الرسالة تصل ويأخذ كل ذي حق حقه اما استمرار لعبة التصنيفات فهي التي تساعد في انهيار الدول والأنظمة. فغادرت العصفورة وهي تتمنى أن أستطيع تدبير ايجار الشقة لأن صاحبها لاتهمه لعبة التصنيفات وكل مايهمه هو ايجار شقته أو اخلائها وكان هذا هو الامر الذي يسيطر عليا فعلا كيف نحصل على ايجار الشقة؟ .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سمارة برس الأقرب للحقيقة

2016