مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
السبت /9/ابريل (2022م)
.. فئات مظلومة ومشاريع غائبة ..
المتسولون.. المجانين .. اطفال الشوارع.. فئات مظلومة في مجتمعنا تعيش بلا وطن تبحث عنه فلا تجده لان هناك من سلبه منها واخذ كل حقوقها واستولى عليها .. هذه الفئات الكل يمر من أمامها ومن خلفها دون أن يعيرها اي اهتمام وكأنها غير موجودة .. هذه الفئات لم تجد من ينصفها فكل الحكومات السابقة والحالية وربما القادمة تجاهلتها وتتجاهلها وكل الاجهزة المعنية في الدولة والحكومة على مدى عشرات السنين تركتها وأهملتها ولم تقم بواجبها نحوها.
سيدي الوالي..
هذه الفئات تعيش بلا وطن .. الكل تخلى عنها ابتداء من أسرها التي تركتها ورمتها إلى الشارع للتخلص من أعبائها المختلفة ولم تعرف أنها مسئولة عنها وعن رعايتها ثم نأتي إلى المجتمع الذي ينظر إلى هذه الفئات نظرة دونية ويعاملها وكأنها ليست من بني البشر والنقطة الأهم في الموضوع والمتمثلة في الدولة والحكومة وأجهزتها المختلفة التي تتعامل مع هذه الفئات بلا مبالاة عجيبة بل ان بعض أجهزة الدولة والحكومة يتعامل بكل قسوة معها إلى درجة لا يمكن تصورها إضافة إلى أن كل مسئولينا يمرون من أمام وخلف وجوار هذه الفئات دون أن تهتز لهم شعرة واحدة رغم ان بعضهم مسئول بشكل مباشر على بعضها أو كلها ومع ذلك فهم في شغل بأمور أخرى .. آلاف المجانين في الشوارع ومئات آلاف المتسولين والاطفال يملاون الشوارع على مرأى ومسمع الجميع وصمت رهيب ومطبق وكأن الأمر لايعني احد.
سيدي الوالي..
سمعنا عن مشاريع بمليارات الريالات للفقراء والمساكين لكن هذه الفئات مازالت بعيدة وربما غائبة عن هذه المشاريع ولابد أن نضع بعض التساؤلات حتى نجد لها إجابات وحلول
من هو المسئول عن هذه الفئات ؟ وهل وضعها هكذا في الشوارع من الإنسانية التي ندعيها؟ وهل الدولة عاجزة عن وضع حلول لها ؟ ثم الا تعرف الحكومة بكافة أجهزتها ان ترك اطفال الشوارع والمتسولين هكذا له عواقب وخيمة حيث تنتشر الجريمة بشكل خطير يهدد أمن وسلامة المجتمع كما ان هذه الفئات بيئة خصبة للجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية التي تستقطب الكثير منهم استغلالا لظروفهم واوضاعهم ؟ لماذا فعلا هذه الفئات مغيبة من برامج واستراتيجيات وخطط الدولة والحكومة ؟.
سيدي الوالي..
لماذا لا يتم توجيه الحكومة بوضع استراتيجية حقيقية لمعالجة وضع هذه الفئات بدلا من بعثرة مليارات الريالات في الهواء عبر مشاريع لاجدوى منها لم ولن تحدث الأثر المطلوب منها لأنها عشوائية ودون تخطيط ورؤى علمية ومشاريع واضحة وان يكون لهذه الفئات نصيب من تلك المليارات وعبر مشروع وطني حقيقي وليس وهمي والدليل على أنها وهمية أن المشكلة مازالت موجودة بل وتزايدت بشكل مخيف .. فهل وصلت الرسالة سيدي الوالي أم أن هذه الفئات ستظل حاضرة بسبب غياب المشروع الحقيقي ومهما صرفت من مليارات لايمكن ان تحدث الأثر المطلوب لانها ذهبت بعيدا ولم تلامس الواقع الذي يحتاج إلى نية صادقة وإرادة حقيقية وليس مجرد مظاهر وإعلام لتضليل وخداع الناس.. نتمنى أن نرى المشروع الصحيح لهذه الفئات وليس المشاريع الوهمية التي ينتهي أثرها فورا وتذهب المليارات في الهواء.. ورمضان كريم..