مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
.. العروس ماتزال حزينة ..
قبل سنوات كتبت سلسلة مقالات بعنوان .. العروس حزينة يا رئيس الجمهورية .. تناولت فيها معاناة ابناء محافظة الحديدة وتردي الاوضاع فيها بشكل مخيف وكانت الحلقة الاولى منها بعنوان " عمى الوان " وان الحكومات المتعاقبة كانت تتجاهل هذه المحافظة وتتجه الى مناطق اخرى بينما الحديدة في امس الحاجة الى ان يتم الالتفات لها وظلت تفتقر الى ابسط الخدمات رغم اهميتها كميناء من أهم الموانئ ليس اليمنية ولكن على مستوى المنطقة وكانت تسمى عروس الساحل الغربي "البحر الأحمر " لكنها تئن من الألم والحزن يرتسم على محياها حتى أضاع جمالها فمن يزورها لا يكاد يعرفها ويتساءل هل يعقل أن تكون هذه الحديدة عروس الساحل كله من اقصى شمال البحر الأحمر إلى جنوبه بضفتيه الشرقية والغربية ? وهل يعقل ان تصل الأمور إلى هذا الحد من الإهمال لهذه العروس ?.
سيدي الوالي ..
محافظة الحديدة تعاني من كل شيء والاهم هو تجاهل الحكومة لها ولأبنائها الذين يعيشون اوضاعا ماساوية من انعدام كافة الخدمات واهم خدمة يفترض ان تتوفر هي الكهرباء وخاصة في مثل هذه الايام من فصل الصيف وحرارته القاتلة وبالتاكيد ان التنمية شبه متوقفة والحكومة تضع اذن من طين والاخرى من عجين وسنعيد لكم نفس التساؤلات التي طرحناها سابقا فهل يمكن أن تسالوا الحكومة عن مدى معرفتها بما تعانيه الحديدة وما تحتاجه من مشاريع وخدمات لانتشالها من وضعها الحالي ؟ وهل قامت الحكومة بإدراج الحديدة ضمن خطتها القادمة إذا كان لديها خطة ؟ وهل يمكن ان يتم توجيه الحكومة بعقد اجتماعات لها في الحديدة لتتعرف على احتياجاتها من الواقع ؟ وبالتالي وضع خطة عاجلة لإنقاذها فهي في وضع كارثي بمعنى الكلمة والاستفادة من تعهدات المانحين التي شغلت الناس بمشاريع وهمية تذهب بعضها لشراء فوانيس بالطاقة الشمسية وبعضها لطلاء الارصفة والاغلب تذهب نفقات وتنقلات ومكافات ومرتبات للعاملين والحكومة تساعد بصمتها بل انها في غالب الاحيان ترسل مسئوليها لافتتاح وتدشين تلك المشاربع الوهمية لتلك المنظمات وتعطي لها الصبغة القانونية وتمثل اخلاء عهدة لهم بينما هناك احتياج لمشاريع تنموية تمس حياة الناس لا احد يتحدث عنها.
سيدي الوالي ..
الحديدة تموت وابناءها يتعذبون وحكومتنا بعيدة ونائمة وتجتمع من اجل صرف بدل الاجتماعات فقط ولذا نرجو توجيه الحكومة ان تذهب الى الحديدة وتطلع على ما تعانيه وما تحتاجه ووضع خطة سريعة واستثنائية وارسالها لمجتمع المانحين او هيئة الزكاة وهيئة الاوقاف وكل الهيئات المحلية التي لديها اموال وتنفقها شمالا ويمينا فالحديدة اولى بها ولو ان هؤلاء المسئولين شاهدوا صورة واحدة لاطفال الحديدة التي تحترق اجسادهم من شدة الحرارة لقدموا استقالاتهم او قاموا بواجباتهم بتشغيل الكهرباء او توفير مولدات وشركات خاصة كما يفعلون في بقية المحافظات والتغلب على منع دول العدوان للمازوت لتشغيل محطة الكهرباء ببدائل اخرى فلا يجب ان نستسلم وعلينا تفويت الفرصة على هذا العدو وعلى المتربصين ولوبيات الفساد والطابور السادس الذي يتماهى مع العدوان ويفسد كل شيء جميل في هذا البلد .
سيدي الوالي ..
المواطن في الحديدة مظلوم ومقهور ومغلوب على أمره وينتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى ومن دولته وحكومته واعتقد ان غياب الحكومة والدولة عن الحديدة لا يجب ان يستمر وهذه دعوة لكم لاتقاذ الحديدة كي تعود عروساً للبحر الأحمر تنعم بخيرات الوطن ويسعد اهلها ويتمتع ابناء الوطن بخيراتها .. فهل وصلت الرسالة وسنسمع خلال الساعات القادمة عن توجيهات لانتشال الحديدة من اوضاعها الماساوية حتى لا يبقى المواطن فيها فريسة العدوان والحصار والاهمال والتجاهل وتبقى عروس البحر الاحمر حزينة كما كانت ?. مع خالص تحياتي لكل مخلص في هذا الوطن.