مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
.. الجمارك تقتل الشعب اليمني ..
قال لي زميلي المواطن العزيز .. كل عام وانت بخير بمناسبة عيد الفطر السعيد وبعدها سأخبرك بشيء أرجو نقله إلى من يهمه الأمر لأنه يتعلق بصحة المواطن وسلامته في غذائه ودوائه وملبسه وكل ما يستهلكه من مواد مستورده ونحن نعرف أن ٩٠ بالمائة من احتياجاتنا نستوردها من الخارج وبالتالي فإن الأمر يتطلب حرص على ما يدخل إلى البلاد .
قلت له فعلا يا زميلي العزيز كلامك صحيح لابد من الحرص على كل ما يدخل إلى بلادنا من منتجات وتفعيل الرقابة في منافذ الدخول لأن هناك عينة من الناس لايهمهم سوى الربح والربح فقط ولو على حساب أي شيء .. لكنه قاطعني بقوله .. لكن من يشاهد الأسواق اليمنية وهي تمتلئ بالبضائع الرديئة وتحولت إلى مستقبل لكل ماهو سيء من المنتجات والسلع وأنواع محظورة وممنوعة لكنها دخلت وتدخل وتكلف الخزينة العامة وجيوب المواطن الكثير وتستنزف مخزوننا واحتياطياتنا من العملات الصعبة والمحلية .
قلت له كلامك في محله وأنا فعلا لاحظت أن أسواقنا فعلا مليئة بكل ماهو رديء وعندما سألت قيل لي ان مصلحة الجمارك هي من يتحمل مسئولية إدخال هذه البضائع إلى البلاد لأنها لا يهمها سوى ما يدفعه أصحابها المستوردين لها من رسوم جمركية بغض النظر عن نوعها وما اذا كانت ممنوعة أو أنها تقتل الناس وتصر صحتهم وسلامتهم.. فقاطعني زميلي المواطن مرة أخرى وقال لي .. هناك أنواع من السلع المحرمة تدخل إلى بلادنا ومنها ذلك النوع الذي يسمى "حوت " والذي منعته وزارة الصحة ووزارة الصناعة ولكن الجمارك تسمح له بالدخول لأنها لايهمها سوى إيرادات فقط وهناك الألعاب النارية التي تدخل إلى البلاد وهناك خردة السيارات والمفروشات والملابس المستعملة وكل أنواع البضائع التي يستغني عنها العالم لكنها تجد طريقها إلى اليمن بكل سهولة بسبب ما تدره على الجمارك من إيرادات .
كان زميلي المواطن العزيز يتحدث وهو يكاد يبكي من الألم ويسأل نفسه هل فعلا حياة الناس رخيصة إلى هذا الحد لدى مسئولي الجمارك ؟ وهل المال الذي يتم جبايته اغلى من صحة المواطن ؟ ثم ألا تعرف مصلحة الجمارك أن هذه البضائع تستنزف مليارات الدولارات وأن المواطن يتحمل من صحته وجيبه الكثير ؟ وهل تعرف مصلحة الجمارك أنها بهذا العمل تساهم في قتل الشعب اليمني بهذه البضائع الرديئة والمستعملة والسيئة؟.
في ختام حديثنا أنا وزميلي المواطن العزيز نتمنى ان تصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر وأن تعمل الحكومة على وضع حد لما تقوم به مصلحة الجمارك من عبث بحياة الناس من خلال آلية عمل تشترك فيها كافة الأجهزة المعنية لتحديد معايير ومواصفات ومقاييس لكل ما يتم استيراده ومنع كل ما يضر الناس وأن لا تكون الجباية للمال من مصلحة الجمارك مقدمة على مصلحة الناس .. فهل وصلت الرسالة ام ان الوضع سيبقى كما هو وتبقى الجمارك شريكة في قتل الشعب اليمني ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟. وعيد مبارك ..