مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
.. الاعلامي والتأمين المفقود ..
كنت برفقة أحد الزملاء الأعزاء لشراء علاج لوالدته من إحدى الصيدليات وحين سألته لماذا تشتري من هذه الصيدلية رغم أن أسعارها أغلى من بقية الصيدليات ؟ فعرفت منه أن السبب يعود إلى أن هذه الصيدلية متعاقدة مع جهة عمله عبر إحدى شركات التأمين لتوفير العلاجات للموظفين وفق عقود التأمين الصحي للموظفين ولكنه عاد وسالني وانتم هل لديكم تأمين صحي ؟.. طبعا ضحكت كثيرا من سؤاله إلى درجة أنه استغرب من ردة فعلي لكني قلت له لاتستغرب يازميلي العزيز لكن ضحكتي تعود إلى أنني أريد إيصال رسالة بأن الإعلاميين هم آخر الناس الذين تفكر فيهم الدولة والحكومة وبالتالي فإن التأمين الصحي لهم سيكون من رابع المستحيلات وسابعها وثامنها بل وعاشرها.
أبدى زميلي استغرابه من جديد فهو لم يكن يظن أن الإعلاميين ليس لديهم تأمين صحي بالقياس إلى دورهم الهام وما يقومون به من جهود مضنية ..
وحين عدت إلى البيت كان الجميع بانتظاري صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وكلهم يتساءل عن سبب تاخيري فاخبرتهم بالسبب ومادار بيتي وبين زميلي وكان صديقنا الصغير عبد الله يعرف هذا الأمر لأنه كان موضوع نقاش وحوار بيني وبينه وسبق أن وجهنا رسالة إلى من يهمه الأمر حول الأوضاع البائسة للإعلاميين وهروب الوزارة ومسئوليها بل وتهربهم من القيام بدورهم وواجبهم تجاه الإعلامي الذي يعتبر حجر الزاوية في العمل الإعلامي بل وهو من يقع عليه الدور الأكبر في إيصال الرسالة الإعلامية من وإلى المجتمع ولكن كل ذلك لم يشفع له ومازال في أدنى درجات السلم الوظيفي من كافة الجوانب والنواحي والكل يحتاج الإعلامي لكنهم جميعا يتخلون عنه .
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا
هل تعرفون أن الإعلامي في اليمن مظلوم ومتعب وأنه مقارنة بغيره من الإعلاميين في بلدان أخرى كثيرة ؟ وهل تعرفون أن لدينا وزارة طويلة عريضة إسمها وزارة الإعلام ولدينا اتحاد يسمى اتحاد الإعلاميين اليمنيين ولدينا نقابة الصحفيين اليمنيين ولدينا هيئات ودوائر إعلامية في كافة الجهات والأحزاب والمكونات ومنظمات المجتمع المدني لكنهم كغثاء السيل ومن كذب فلينظر إلى وضع الإعلاميين البائس وسيعرف صحة كلامي وسيعرف أيضا أن هذه الجهات والكيانات الرسمية والخاصة غير قادرة على اتصاف الإعلامي من الظلم الواقع عليه .
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا. .
الإعلاميون يتساقطون واحد بعد الآخر يمرض أحدهم فلا يجد من يساعده لا المستشفيات ترفضه إلا بقدر مايدفع من مال والكثير منهم لايجدون حتى قوت يومهم والمؤسسات الإعلامية تعيش في بؤس وحرمان وفي اوضاع ماساوية وتسير في طريق الانهيار حتى تلك التي لديها دخل فإنه يذهب إلى جهات واشخاص ومصارف لا أحد يعلمها والإعلامي محروم منها إلا من فتات الفتات .. الإعلاميون يفنون أعمارهم في خدمة بلدهم ومؤسساتهم لكنهم لايجدون سوى الجحود والانكار حتى تأمين صحي بسيط غير موجود والكثير منهم اضطر إلى أن يعمل في جمع القمامة والقوارير البلاستيكية والكثير وجد نفسه يبحث في الشوارع عن عمل فلا يجده .. وباختصار فإن وضع الإعلام والإعلاميين في البلاد قصص وحكايات من المآسي والآلام والأحزان والبؤس والوزير مشغول عنهم بأمور أخرى والنائب في واد آخر والوكيل لشئون الجباية مشغول بأمور جباية رسوم الإذاعات والمكاتب الإعلامية وبعض مدراء المؤسسات الإعلامية كل في فلكه وبرجه العاجي ولايهمه سوى حصته من الإيرادات وهكذا فإنكم تفقدون جبهة مهمة من جبهات الدفاع عن الوطن .
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا. . نتمنى في ختام حلقتنا السادسة عشر أن يتم انصاف الإعلاميين وان تعي كل جهة مسئولياتها وواجباتها تجاه هذه الشريحة. الهامة في دورها التنويري وان تقوم وزارة الإعلام ومؤسساتها بوضع لائحة للتأمين الصحي لمنتسبيها وتأمين سبل العيش الكريم لهم .. ونتمنى من حكومة الإنقاذ الوطني إنقاذ الإعلامي من حالة البؤس ليتمكن من تقديم أعمال إعلامية وصحفية متميزة أما غير ذلك فلاتتوقعوا إلا مزيدا من التدهور لمؤسسات الإعلام ومزيد من التساقط للإعلاميين على أبواب المستشفيات. . نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت وان تعمل الجهات العليا على معالجة وضع الإعلام والإعلاميين اذا أرادوا إعلاما قويا يقوم بواجبه ويؤدي رسالته في خدمة الوطن فهل سنرى ذلك قريبا أم أن أصحاب المصالح والجبايات هم من سيتغلب على حساب الإعلامي المظلوم في بلاده ؟.