أخبار صحية صنعاء /عيسي الحاج
الثلاثاء /23/فبراير (2022م)
أشاد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، بالأنموذج المتميز لجامعة صنعاء من خلال تنفيذ الأنشطة العلمية، وانتظام العملية الأكاديمية، ونهجها التطويري.
وعبّر رئيس الوزراء في افتتاح أعمال مؤتمر الجامعة العلمي الثاني الدولي لطب الأسنان، اليوم، عن الشكر لرئيس الجامعة ونوابه وأساتذتها، على تنظيم الفعالية العلمية، وما سبقها من فعاليات علمية وأكاديمية، خلال الفترة الماضية.
واعتبر كل عمل علمي تنجزه جامعة صنعاء، وغيرها من الجامعات اليمنية، يمثل نوعاً من أنواع كسر الحصار والتعتيم الإعلامي الممنهج من قِبل تحالف العدوان الأمريكي - السعودي - الإماراتي.
وقال: "المعتدون يرفضون التميز في اليمن، وأن يكون هناك إبداع علمي على مستوى الجامعات والمعاهد والمدارس، أو استقلالية في الفكر والقرار ، أو أن يكون لليمن نصيب، أو أي تأثير في الحاضر".
وأضاف الدكتور بن حبتور: "هناك عقدة تاريخية عند بعض الجيران، الذين امتحن الله شعبنا بهم، وامتحنهم بثرائهم الذي إن لم يقترن بوجود العقل والضمير والأخلاق والدين يتحول إلى كارثة كبرى ومصدر للأذى المتعدد الجوانب على الغير".
وتابع: "العالم اليوم يعلم أكثر من أي وقت مضى أن هناك تكالبا حقيقيا من قِبل التحالف، الذي يعتدي على اليمن منذ سبع سنوات، وبدأ يستوعب أن هذه الدول الغنية مالياً والفقيرة أخلاقيا تريد أن تقضي على الإنسان اليمني، وتحويله إلى مجرد قطعان لتسييرها في ركاب أنشطتهم، وتنفيذ أجندتها".
وبيّن أن "جرائم الحرب، التي يرتكبها تحالف العدوان، طيلة السنوات الماضية حتى أمس، تؤكد أن مجلس الأمن وضع على عينيه نظرات سوداء لحجب مشاهدة الجرائم والمجازر اليومية التي يتعرّض لها الشعب اليمني من قِبل تحالف العدوان".. مذّكراً الجميع بأن هناك في اليمن إرادة إنسانية صُلبة، ومن المستحيل كسر تلك الإرادة.
ومضى قائلا: "انطلاقا من تلك الإرادة سيحتفي شعبنا اليمني الأبي بعد شهر ونيف من اليوم بمرور سبع سنوات من الصمود والتحدي في وجه العدوان، والحصار الشامل والتدمير، الكفيلة بإنهاء أي شعب أو دفعه للاستسلام".
وأشار إلى أن الوضع الذي يعشيه العالم حالياً في ظل هيمنة وغطرسة وتوحش المحور الواحد، يستدعي وجود محور آخر لكبح جماح النهج الإمبريالي الأمريكي.
وأعرب رئيس الوزراء، في ختام كلمته عن تقديره لقيادة الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام وكافة موظفيها، على صمودهم وثباتهم وجهودهم القيّمة خلال هذه الفترة الاستثنائية.
من جانبه، بارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حسين حازب، الإنجازات التي حققتها جامعة صنعاء في استكمال البنية التحتية والمعامل والتجهيزات الحديثة للمبنى الجديد لكلية طب الأسنان في ظل العدوان، وحسب الإمكانيات المتاحة.
واعتبر تنظيم جامعة صنعاء مؤتمرين علميين في فبراير الجاري "مؤتمر القات، والمؤتمر الثاني لطب الأسنان"، دلالة على أن الجامعة تسير بخطى ثابتة للحصول على الاعتماد الأكاديمي والمؤسسي المحلي والدولي، وتنفيذ وظائفها الرئيسية المتمثلة بالتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
وأكد الوزير حازب أن جامعة صنعاء في مقدّمة الجامعات الحكومية والأهلية التي تخرج منها كافة قيادات ومسؤولي الدولة، وبيت الخبرة الاقتصادية المعوّل على مخرجاتها النهوض بعملية البناء والتنمية.
ولفت إلى أن هناك تنسيقا بين وزارتي التعليم العالي والصحة بشأن القضايا المرتبطة بالتعليم الطبي في اليمن، والتأكيد على أهمية استمرار التنسيق، لتجاوز الصعوبات التي تواجه التعليم الطبي في الجامعات اليمنية.
فيما اعتبر وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور طه المتوكل، انعقاد المؤتمر خطوة متقدّمة في تحسين التعليم المستمر، والارتقاء بمهارات طب الأسنان في اليمن، لا سيما في ظل العدوان الذي منع دخول المستلزمات والأجهزة الطبية.
وأشار إلى الخطوات المهمة لكلية طب الأسنان بجامعة صنعاء في نقل الخبرات العلمية وتجاوز الصعوبات التي فرضها العدوان والحصار من خلال فتح مساقات الماجستير والدكتوراة في جميع التخصصات، فضلاً عن المحاضرات والورش العلمية والمشاركات الداخلية والخارجية في جلسات أعمال المؤتمر.
وأكد الوزير المتوكل أن الوزارة تعكف حالياً على وضع إستراتيجية وطنية للاحتياجات الطبية في مختلف التخصصات .. مبيناً أن اليمن بحاجة إلى كثير من الاختصاصات الطبية، وتوزيعها على 330 مديرية.
وذكر أن هناك 100 مديرية لا يوجد فيها طبيب عام واحد، سواءً في القطاع العام أو الخاص، و60 مديرية لا توجد فيها ممرضة واحدة، ناهيك عن الطبيب العام، ما يستدعي رسم سياسة التخصصات الطبية الدقيقة، وتوزيعها على المديريات المحرومة.
ودعا الدكتور المتوكل أطباء الأسنان إلى التركيز على قضيتين مهمتين أثناء ممارسة مهنة طب وجراحة الفم والأسنان، الأولى امتلاك عيادات الأسنان جهاز التعقيم، لارتباطه بأهم القضايا التي تعانيها البلاد من نقل الفيروسات والأمراض الوبائية، فيما ترتبط القضية الثانية بازدياد أمراض أورام الفم، جراء تعاطي القات والسجائر والشمة.
وتطرّق إلى جهود وزارة الصحة في الرقابة على أداء عيادات الأسنان، ومدى التزامها بالإجراءات والمعايير الصحية.
من جهته، أشار رئيس جامعة صنعاء، الدكتور القاسم عباس، إلى أن انعقاد المؤتمر في ظل الوضع الراهن الذي تمر به البلاد، جراء استمرار العدوان والحصار، انتصار وإنجاز يضاف إلى الإنجازات والانتصارات التي تتحقق في مختلف المجالات.
وأكد أن الهدف من المؤتمر ربط أطباء الأسنان في اليمن بالحديث من التقنيات والمواد في مختلف المعالجات السنية عالمياً، وكسر الحصار المفروض على اليمن، والاستفادة من التجارب العلمية والمهنية، التي وصلت إليها أبرز الجامعات العربية والإقليمية في المعالجات المعقدة لأمراض الفم والرأس والفكين، وفي مقدمتها "مصر والجزائر والصين وسوريا".
ولفت الدكتور القاسم إلى أن المؤتمر الأول شهد إعلان افتتاح مساق الماجستير في تخصصات أمراض وجراحة الفم والأسنان، واليوم يتم إعلان فتح مساق الدكتوراة في كافة تخصصات طب الأسنان، لاستكمال تأهيل وتدريب الطلاب، وتنمية المهارات البحثية لأعضاء هيئة التدريس، وتلبية تطلعات هذه الكوكبة من الخريجين، وأطباء الأسنان.
واستعرض مراحل إنجاز وتأهيل مبنى كلية طب الأسنان الجديد، ورفده بأحدث التجهيزات والمعامل خلال فترة العدوان على اليمن، وصولاً إلى هذه المرحلة التي أصبحت الكلية أنموذجية تضاهي كليات الطب في الجامعات الإقليمية.
وفي الفعالية، بحضور نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين ورئيس المجلس الطبي الأعلى رئيس جامعة 21 سبتمبر الدكتور مجاهد معصار ونواب رئيس جامعة صنعاء وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية، استعرض عميد كلية طب الأسنان في جامعة صنعاء، الدكتور حسن الشماحي، أهداف ومحاور المؤتمر الرامي إلى تطبيق البرامج الحديثة في مجال تعليم وتدريب الطلاب وتنمية المهارات البحثية لأعضاء هيئة التدريس.
وأكد أن المؤتمر سيعرض الجديد في علوم طب أسنان الأطفال، والمعالجات السنية التعويضية والتجميلية، والبرامج والمهارات المصاحبة لمهنة طب الأسنان وعلاج اللثة، وعرض تقنيات الليزر الحديثة في طب الأسنان.
ويناقش المؤتمر في ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من ألف أكاديمي وباحث وطبيب أسنان ومشاركة دولية من "مصر والجزائر والصين وسوريا"، 70 بحثاً وورقة عمل علمية في مجالات وتخصصات أمراض وجراحة الفم والوجه والفكين، وفي مقدمتها "جراحة الفم والوجه والفكين والجراحة التجميلية والتعويضية والترميمية المتقدمة للفم والوجه والفكين، وعرض التقنيات الحديثة لتقويم الأسنان".
إلى ذلك، افتتح رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي معرض المستلزمات والتجهيزات الخاصة بطب الأسنان، الذي يقام على هامش المؤتمر ويشتمل على أحدث المعدات والتجهيزات الطبية والفنية.
واطّلع رئيس الوزراء ومرافقوه، أثناء زيارتهم لكلية طب الأسنان، على مبنى العيادات التعليمية للبكالوريوس والماجستير، المجهزة بـ120 كرسي أسنان وطبيب، وفقاً لأحدث المواصفات ووسائل التصوير الحديثة الخاصة بالأشعة الديجتل، إضافة إلى المكاتب الإدارية ومعامل الفنيين وقاعة الشهيد الصماد، التي تم تجهيزها حديثاً بتمويل ذاتي.
واستمعوا من رئيس الجامعة إلى إيضاح حول مراحل تأهيل وتجهيز المبنى الجديد لمواكبة التطورات العالمية التي يشهدها طب الأسنان .. موضحا أن القاعة تستقبل يومياً ما لا يقل عن ألف مريض في مختلف تخصصات طب وجراحة الفم والأسنان والعلاجات التعويضية والعمليات الثانوية والتركيبات والتقاويم الثابتة والمتحركة، وزراعة الأسنان وعلاج اللثة والفم بصورة مجانية، في إطار خدمة المجتمع.
كما اطّلع الجميع على مشروع مركز الأبحاث والدراسات والامتحانات الإلكترونية في كلية طب الأسنان، المتضمن تهيئة وتجهيز القاعة وتمديد شبكات الكهرباء، وتركيب الطاولات، وتوفير 300 جهاز حاسوب كمرحلة أولى مرتبطة بالشبكة الجامعية الموحّدة.