مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
الخميس /17/فبراير (2022م)
تحرص الامم المتحدة في اختيار مبعوثيها إلى اليمن على أن تتوفر فيهم مواصفات معينة أهمها أن يكون المبعوث أصم وابكم وعلى استعداد للبيع والشراء وتنفيذ أجندات دول العدوان وهذا ما تاكد لدى كافة المبعوثين من بن عمر إلى
غروندبرغ فكلهم جاء إلى اليمن وذهب دون تحقيق أي نتيجة ومازالت الحرب مستمرة بل وفي أوج اشتدادها والحصار متواصل على الشعب اليمني وكل مبعوث يأتي مكلف بتنفيذ دور حين تنتهي يتم ابعاده وتعيين بدلا عنه ليستكمل المهمة في الضحك على الناس بأن الامم المتحدة تريد تحقيق السلام في اليمن.
المبعوث الجديد عاد إلى المربع الأول بتصريحه الاخير عن مفاوضات بين الأطراف اليمنية وهو بذلك اما انه غبي لايفهم وهذا مستبعد أو انه يتغابى من أجل تنفيذ ماهو مطلوب منه من قبل الجهات التي تديره وتدير الامم المتحدة وتقود العدوان على اليمن أو تلك الدول المستفيدة من العدوان سواء عبر صفقات السلاح أو بيع وشراء المواقف في المحافل الدولية .
بالتأكيد أن ما يطلق عليه المبعوث الأممي غروندبيرغ جهود لإحياء المفاوضات بين الأطراف اليمنية للحوار للخروج باتفاق ينهي الأزمة اليمنية التي وصلت إلى مرحلة حرجة غير مجدية ولن يكتب لها النجاح لعدة إعتبارات أهمها أن المشكلة ليست بين اليمنيين لكنها بين اليمن ودول العدوان ومنها السعودية والامارات وبالتالي فإن إخراجهما من أي مفاوضات لن يحقق أي نتيجة وربما ان هذا هو المطلوب.. فهل يعرف هذا المبعوث ان نجاح أي مفاوضات لن يكون إلا بين الأطراف التي بيدها قرار الحرب والسلام اما ما تسمى بحكومة هادي فهي مجرد دمية وقد جرت مفاوضات في أكثر من مكان وكلها فشلت لان الطرف الحقيقي غير موجود في طاولة المفاوضات.
ومما لا شك فيه أن هناك بعض الأطراف ومنها السعودية والإمارات تريدان أن تصورا للعالم أن المشكلة بين اليمنيين وحدهم لإبعاد نفسها عن المشكلة وهذا ما يدفعها لمحاولة تزييف الواقع والحقائق سواء عبر مرتزقتها في الداخل أو عبر وسائل إعلامها أو عبر الدول والمنظمات وكل هؤلاء اشترتهم بأموالها والأمم المتحدة بالتأكيد تعرف أن المشكلة بين اليمن والسعودية والامارات وأن اليمنيين مهما اختلفوا فإنهم في نهاية المطاف سيتفقون بعيداً عن تدخل أي طرف أخر أكان السعودية أو الإمارات او غيرهما كما أن خريطة التحالفات اليمنية تتغير من حين لآخر وهذه هي الحقيقة فمن كانوا أعداء الأمس صاروا حلفاء اليوم والعكس صحيح لكن الوضع الغير طبيعي هو محاولة دول العدوان فرض إرادتها على اليمنيين وبالتأكيد أن ذلك لن يحدث مهما كان ولأن السعودية والإمارات اعتدتا على الشعب اليمني وقتلت أبنائه ودمرت بنيته التحتية فلو كانت تريد الخير لليمنيين لكانت ساعدتهم على الخروج بحلول تخرج اليمن مما هي فيه ودعمت التنمية في البلاد أو على الأقل وقفت موقف الحياد لكنها بموقفها هذا حولت المشكلة من أزمة داخلية كان يمكن حلها بسهولة ويسر إلى مشكلة عويصة بين اليمن وهذه الدول وتحتاج إلى سنوات طويلة حتى تندمل الجراح التي خلفها تدخل السعودية والامارات في اليمن وقتلهما لليمنيين.
بالطبع فإن الخطوة الأولى في حل المشكلة اليمنية تكمن في التشخيص السليم والدقيق لها وهذا التشخيص سيساعد على الانطلاق إلى بقية الخطوات أما دون ذلك فسنظل نراوح في المكان نفسه وربما ستزداد الأمور تعقيداً وبالتالي فسيكون الحل أكثر صعوبة وهذا الدور التشخيصي يمكن أن تقوم به أطراف محايدة ترغب في رؤية نهاية قريبة لهذه المشكلة وهذه الأزمة على اعتبار أن الأمم المتحدة غير مؤهلة للقيام بهذا الدور لأنها إما لا تعرف جوهر المشكلة وأساسها أو أنها تعرف لكنها غير قادرة بسبب ضغوط أمريكا وأموال السعودية التي تريد ان يظل التوصيف في الأمم المتحدة للازمة اليمنية بأنها أزمة داخلية بين الأطراف اليمنية وتضييع الوقت في حوارات ومحادثات ومشاورات عبثية بدأت في جنيف واحد ولا يمكن أن تنتهي ربما حتى بعد جنيف مائة.
وبالتأكيد أن السعودية والامارات لن تسمحا بخروج الأطراف اليمنية بأي اتفاق وهي بذلك تضخ المليارات من الدولارات يميناً ويساراً حتى تظل الأمور تراوح مكانها لتستغل الفراغ القائم لمصلحتها وتظل تكذب على العالم بأنها تدعم الحكومة الشرعية في مواجهة سلطة انقلابية وأن ما تقوم به من حرب هو لمساعدة هذه الحكومة وأنها مع حل سياسي للأزمة بين الأطراف اليمنية وهكذا يظل العالم في وهمه بمساعدة الحكومة الشرعية وهي أي السعودية بذلك تخرج نفسها من الأزمة على
على اعتبار انهما اطراف مساعدة فقط وتجعل الأوضاع كما هي لأنها تعي تماماً أن الأطراف اليمنية لو نجحت في توقيع اتفاق فإن مبرراتها في استمرار الحرب على اليمن ستنتهي وهي لا تريد ذلك .
نصيحة نقدمها للمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن اذا كان فعلا صادقا ويريد حل الأزمة اليمنية فعليه أن يطلق التوصيف الدقيق والصحيح لما يجري في اليمن بانه عدوان خارجي وليس احتراب داخلي ويدعو السعودية والإمارات إلى طاولة المفاوضات والحوار مع الطرف اليمني الفاعل على الارض مالم فلن ما يسميها جهود لحل الأزمة اليمنية ستفشل مقدما ومؤخرا ولن يتحقق لها النجاح لان المبعوث الأممي أصم وابكم واعمى عما يجري في اليمن ولان الامم المتحدة عمياء وتذهب بعيدا عن توصيف الأزمة وهي كعادتها منذ انشائها وفي كل القضايا والأزمات لم تتمكن من حلها بل انها تستفيد منها هي والدول التي تديرها ولكم ان تراجعوا كافة تدخلات هذه المنظمة الدولية من فلسطين إلى اليمن مرورا بالعراق وليبيا والسودان وغيرها فكلها تثبت كلامنا وتؤكد أن هذه المنظمة ولدت لتحقيق مصالح الدول التي أنشأتها لتحقيق مصالحها .. الامم المتحدة ومبعوثها الجديد أمام اختبار حقيقي يتمثل في اتخاذ قرار بوقف الحرب ورفع الحصار قبل اي تحرك ومن ثم جمع كافة أطراف النزاع وفي المقدمة السعودية والإمارات لحوار حقيقي لتحقيق سلام دائم وشامل في اليمن .. فهل سيحدث ذلك أم أن الأمم المتحدة ستظل تلك المنظمة العمياء التي تتكسب على حساب دماء الشعوب .