مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
.. الاعلامي اليمني بين نارين ..
قال لي زميلي المواطن الإعلامي العزيز بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للاعلام هل سيتم صرف سلة رمضان للإعلاميين في المؤسسات الإعلامية الرسمية ام ان الوضع سيفيد ضد مجهول؟.. قلت له ياصديقي الإعلامي ساقولها لك من الأخير لا تركن عليهم مافيش سلة ولا مرتب ولا حافز ولا شي ولاهم يحزنون .. اذا لقيت لك عمل آخر تقتات منه يكون أفضل اما الإعلام والصحافة فقد أصبحت لا تنفع ولا نستطيع أن نأكل منها عيش .. قال لي .. هل هذا رايك النهائي .. وكان معنا عدد من الزملاء الصحفيين والإعلاميين الذين ايدوا كلامي وقالوا لزميلنا الصحفي المخضرم والمبدع .. انت افنيت عمرك في العمل الصحفي ولكن في نهاية الأمر لم يقدر لك احد كل ماعملته طوال تلك السنوات ومازلت تبحث عن سلة غذائية قد تأتي وقد لا تأتي.. قلت له ولهم هذه مصيبة فعلا ان بجد الموظف نفسه بعد كل هذا العمر والجهد والإبداع في خانة الفقراء والمساكين بل ومطارد أينما ذهب من المؤجر وصاحب البقالة ومن مسؤوليه الذين يطلبون منه بصمة وحضور ودوام وعمل وتهديدات بالفصل من الوظيفة والخصم من نصف الراتب الذي اصبح يصرف كل ستة أشهر وربما يغيب نهائيا .
قال لي زميلي الإعلامي المسكين .. لم أعد ادري ماذا أفعل؟ حتى أبواب السفر أصبحت مغلقة وتكاليفها باهضة ثم اني أصبحت في سن لانسمح لي بذلك والتنقل والتعب ؟.. قلت له وللزملاء الإعلاميين والصحفيين .. فعلا وضع صعب ومؤلم وتلك القصص التي نسمعها عن زملاء لنا تعرضوا للحبس والطرد من بيوت الإيجار دون أدنى شفقة او رحمة لأمن المؤجرين ولا من الدولة ومسئوليها الذين هم بعيد عنا وعن معاناتنا بمن فيهم مسئولي المؤسسات الإعلامية الذين يعيشون في ابراج عاجية .. المهم أنهم يستلمون حوافزهم ومكافاتهم وبدل بترول وبدل جلسات وبدل اتصالات وبدل مدارس وجامعات خاصة لاولادهم وبدل مرافقين وحتى بدل تواير لسياراتهم فكيف نريد منهم ان يلتفتوا إلينا وإلى معاناتنا.. قال لي زميلي مازلت لم ترد على سؤالي .. هل سيتم صرف سلة رمضان لنا ؟.. قال له أحد الزملاء هل تذكر في رمضان الماضي عندما تطوعت إحدى المنظمات لصرف سلة غذائية للإعلاميين والإعلاميات كيف تحولت إلى إهانة وبهذلة وطوابير مذلة إلى درجة ان الكثير تركها نتيجة ذلك فهل تريد تكرار ذلك ؟.. قال لي ولهم .. ماهو الحل؟. هل سيظل الإعلامي هكذا مظلوم ومدعوس بين مسؤول غائب عن مسؤولياته وبعيد عن معاناة الناس وبين مؤجرين وظروف معيشة لاترحم ؟.
قلت له ولهم .. اعتقد ان الوضع فعلا صعب طالما وجهات الاختصاص ابتداء من الوزارة إلى المؤسسات إلى اتحاد الإعلاميين الى نقابة الصحفيين المختطفة التي نتعامل معنا بمكاييل متعددة وتختار من تدعمه وفقا لاهواء وانتماءات وليس أي شيء آخر وبالتالي فإن الوضع سيظل كما هو .. الخطبة هي الخطبة والجمعة هي الجمعة والإعلامي المظلوم هو نفسه في كل الفترات والمراحل .. وخاصة أصحاب الكلمة الحرة والنظيفة البعيدة عن التطبيل والتزلف.
لكنه عاد وسأل مرة اخرى هل تتوقع أن يتم الإعلان عن مفاجأة للإعلاميين في اليوم الوطني للاعلام ؟. قلت له يازميلي العزيز هذه المناسبات مجرد فعاليات لاحتفالات وهمية بروتوكولية يستعرص فيها المسئولين عضلاتهم في الخطابة فقط وهذه الفعاليات التي تنفق فيها الأموال على اللجان الاشرافية والمالية والفنية والخدمية لامانع ان يتم توزيع شهادات كرتونية على بعض المقربين والمطبلين والمحوشين.. أما الإعلامي المسكين فهو ابعد مايكون عنها فلا تتفاءل ولا تتوقع شيء لذلك فاعلامنا في حالة سيئة وفاشل بكل ماتعنيه الكلمة وسيتدهور أكثر وأكثر لان الإعلامي حجر الزاوية مظلوم ومنهك ويعاني الامرين فكيف تريدونه ان يبدع وهذا وضعه وكيف تريدون مواجهة الإعلام المعادي وهذا حال الإعلامي والكوادر الإعلامية مغيبة بل وتم تطفيش الكثير منهم واصبحت المؤسسات الإعلامية خاوية على عروشها ومن كذب جرب .
في الأخير اتفقت مع الزملاء الصحفيين والإعلاميين على توجيه رسالة أخيرة في اليوم الوطني للاعلام إلى كافة المسئولين عن الإعلام في البلد وإلى كافة الأطر والكيانات الإعلامية والصحفية المحلية والدولية بضرورة النظر في الوضع البائس الذي يعيشه الصحفي والإعلامي في اليمن وإنقاذه مما يمكن ان يصل إليه من أوضاع مأساوية ليس بسلة غذائية تصرف كل سنة ولكن وفق آلية منتظمة تضمن له ادميته وكرامته وحقوقه حتى لايبقى بين نار الغياب منكم ونار الأوضاع المعيشية التي لا ترحم .. نأمل ذلك ونتمنى أن تكون رسالتنا وصلت حتى لا يظل الاعلامي والصحفي والمواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب.