-->
سمارة برس الأقرب للحقيقة سمارة برس الأقرب للحقيقة
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

مواطن يبحث عن وطن ((19))

  





مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث



.. تعقيد المواطن ..


التقيت زميلي المواطن العزيز ويبدو على وجهه التعب والإرهاق والألم وعندما سألته عن سبب حالته قال لي كيف ابدا وكيف انتهي ؟.. قلت له خيرا ما الذي حصل ؟.. أجابني بحسرة وألم هل زرت خدمة الجمهور في مكتب أراضي وعقارات الدولة في أمانة العاصمة ؟ اجبته لا لماذا؟ قال اتمنى ان تسجل زيارة إلى هناك وستعرف السر وراء حالتي هذه .. قلت له أرجوك اشرح لي الموضوع وأنا أعدك أن انقله كماهو إلى الأجهزة المعنية .. قال لي ياصديقي العزيز لا أريد أن أثقل عليك فيكفيك مافيك انا اعرف ان النظرة عليك بسبب ماتنشره من مواضيع ونقد ويمكن اسبب لك مشاكل .. قلت له ولايهمك هذا واجبي ورسالتي في الحياة ودوري كصحفي وإعلامي يحب وطنه ويتمنى أن يراه في القمة.
قال لي زميلي المواطن العزيز مادام الأمر هكذا فساحكي لك مايشيب له الأطفال في مكان واحد يفترض أن يكون لخدمة المواطن وليس لتعذيبه.. وبدأ يسرد حكايته التي تتلخص في ان لديه معاملة في فرع هيئة الأراضي بأمانة العاصمة لتعميد بصيرة أرض.. قال لي عندما وصلت إلى مايسمى مكتب خدمة الجمهور وجدت مكانا مزدحما بالناس والفوضى تسوده والناس يتزاحمون في مكان ضيق لايكاد يكفي لبعض أشخاص فما بالك بعشرات المعاملين ولكن المشكلة لاتكمن هنا فقط بل في تلك الإجراءات المعقدة في النافذة فمعاملتك لايمكن استقبالها مالم يتم الاشارة لذلك الموظف بمبلغ مالي كما حكى لي بعض المعاملين وفعلا حاولت معه واشرت إليه بمبلغ ألفين لكنه هز رأسه بالرفض ورفعت المبلغ إلى ثلاثة ثم خمسة إلى أن وصل إلى عشرة حينها بادر باستقبال المعاملة .. قلت له طيب وكم من الوقت استغرقت .. تنهد بقوة وقال تصدق أن لها اكثر من شهر ولم يتم انجازها وطلبات عجيبة منهم وكأنهم يريدون تطفيش الناس من تسجيل بصائرهم ووثائقهم وربما هناك اغراض أخرى.. المهم معاملة مزعجة في هذا المكان الذي جاء لخدمة المواطن وتسهيل معاملته .
قلت له ياصديقي المواطن العزيز.. اتعرف ماهو رد الموظفين عندما تسأل عن سر هذه المعاملات والتعذيب ومحاولات ابتزاز الناس ؟ قال لي نعم .. يقول لك .. كيف تريد من موظف بدون راتب ان يكون نزيها ونظيفا ولا يبتز أحد؟.. قلت له كلامك صحيح .. هم يبررون لانفسهم ذلك بأنهم بدون مرتبات ولايمكن ام يموتوا جوعا وانتم كدولة كيف ترسلون الموظفين لإنجاز الأعمال ومعاملات الناس وهم بدون مرتبات وتريدونهم ان يكونوا مثالا للنزاهة والامانة فشرطي المرور الذي بدون راتب سيأخذ حقه من السائقين ولو على حساب كسر هيبة النظام والقانون وذلك الموظف في مؤسسات الدولة وفي مكاتب خدمة الجمهور سيعمل نفس الشيء سيأخذ حقه من المواطن ولو على حساب تعذيبه وابتزازه واستلام أموال دون وجه حق وهكذا.
قال لي زميلي المواطن العزيز وماهو الحل ؟ .. المواطن يشكو والموظف أكثر منه شكوى والحكومة نائمة في العسل وكان الأمر لايهمها.. المهم الوزراء يستلمون رواتب وحوافز ومكافات واضافيات وسيارات وبدل جلسات وبترول بينما موظفيهم لايجدون مرتب ولا حتى مايساعدهم على مواجهة أعباء الحياة ويريدون منهم ان لا يمدوا ايديهم.. قلت له ارجو ان لايفهم كلامك على أنه تحريض للموظف على الرشوة والابتزاز بل أنه يدخل في سياق الدعوة للدولة والحكومة لمعالجة الأمر ودعم الموظف براتبه ومن ثم محاسبته إضافة إلى ضرورة وضع حل لمكاتب خدمة الجمهور التي تحولت فعلا إلى مكاتب لتعذيب الجمهور وابتزازهم ومن كذب جرب من المسئولين الذين يعيشون في ابراجهم العاجية للتنظير فقط والشخيط والنخيط والتهديد للموظف المسكين بالفصل وهو اصلا في حكم المفصول لأنه بدون راتب .
قال لي زميلي المواطن العزيز .. ارجو ان تكون هناك زيارة لمكتب خدمة الجمهور في مكتب أراضي وعقارات الدولة في أمانة العاصمة لتعرفوا حجم معاناة الناس وفي نفس الوقت نأمل منكم معالجة الأمر بشكل عام في كل مكاتب خدمة الجمهور أو تعذيب الناس في كافة الجهات..
نتمنى انا وزميلي المواطن العزيز وكل المواطنين ان تصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر لمعالجة هذه المشكلة حتى لا يظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سمارة برس الأقرب للحقيقة

2016