مقالات بقلم الإعلامي /محمد ياسين
الثلاثاء /6/ديسمبر (2022م)
2 ديسمبر الذكرى الثانيه لرحيل أقرب وأحب وأعز الناس إلى قلبي أبي الغالي ياسين عبده سعيد نعمان••
والدي الحبيب في هذه الذكرى الحزينه : لا أدري كيف أو من أين أبدأ رسالتي إليك في ذكرى رحيلك الموجع، حين قرر المولى جل جلاله أن يرفعك إليه وكانما انقص الارض من اطرفها واطفئ منارة كانت ترسل اشعاعات نورها فانكسرت نفوسنا••
عامان مرا على مغادرتك لنا ياوالدي الغالي!!.. كالدهر خلتها وعشتها تساقطت الأوراق حولي ذابلة بصمت على فراق حبيباً سافر في رحله اللاعوده ولازلت أنتظر عودته حتى هذه الحظه••
نعم والدي الغالي حنون القلب و طيب التعامل: الموت حق لكني لم استوعب رحيلك••مضت الشهور بعد موتك وأنا في حالة انعدام وزن أنتظر اتصالك لتسألني عن احوالي الشخصية و عملي و مهام تطلب مني انجازها ومتابعاتها أو القيام بها واشياء اخرى مرتبطه بك شخصياً.
والدي الغالي: أتوقع في اي لحظه أن تطرق الباب عائداً من سفر و قيامي بافراغ حقيبة سفرك والحديث معك كيف كانت الرحلة؟ وهل كانت السفرية مجديه أم لا؟
والدي الحبيب الغالي: اشتقنا لك ولحديثك ••أتذكر الجلوس إلى جوارك والجو الاسري مفعم بالحب و الحنان والطيبة وحديثك معناً عن أحوال أمورنا والذي كان لا يخلو من زرع المزيد من القيم و الأخلاق وحب الوطن ضف لذلك أسلوب الحوار الديمقراطي والتوجيه و النصائح و الإبتسامة و الضحكة التي لا تفارق شفتاك في سرد المواقف الطريفة و الذكريات الجميله••
والدي الغالي: لا يذهب عن مخيلتي الحديث والنقاش معك كثير عن أخر الأحداث والمستجدات السياسية داخلياً وخارجياً وتحليلك لها: أتأملك وأنت تلتقط كتاباً من إدراج مكتبتك الخاصه وبعدها الجلس في زوايتك تقرأ لتغذية العقل أو كما كانت تقول لي أتنفس هواء نقي لأن الكتاب خير جليس في هذا الزمان•• أنظر إلى كوب الشاي أمامك واراه قد برد لاندماجك في القرأءة••
والدي الحبيب: لايبرح مخيلتي تجولك في أروقة المنزل و الحوش واضعاً يديك خلف ظهرك تفكر في وطنك الذي كتب عليه الا يكبر أبداً..
والدي الغالي: منذ أن رحلت ونحن لسنا بخير و نشتاق إليك في كل لحظه وكل شي باهت بلا الوان من بعد رحيلك- عندما ادقق النظر في عينيي والدتي الحبيبة أراك تقيم فيهما فاشعر بحزنها العميق على فراقك يستبد بي الحنين واجول بخاطري هنا وهناك بحثاً عنك فاجدك تسكن تحت جلدي و جفون عيوني ودمي وقلبي.
والدي الغالي : أعذرني عن عدم الحديث عن حكمتك السياسية والاجتماعية ومواقفك الوطنية المعروفه والغير معروفه التي ضربت فيها أروع الأمثلة في الشجاعة و الإباء والشموخ والبسالة والفداء والبطولة فلست بحاجه للحديث عن نضالك الذي يربو عن النصف قرن ولا عن وطنيتك و عروبتك الغير قابله للنقاش والمزايدة••كل رجل شريف وطني يعرف خصوصيتك الوطنية وحنكتك السياسية وكنت فيها عنواناً للإخلاص والوفاء والمصداقية••
دعني ياوالدي الغالي فقط استرجع انسانيتك و أبوتك لقدكنت أكثر من أب وأخ وصديق كنت توام الروح بالنسبة لي وكنت ضلك المصاحب لك في حلك وترحالك لقد كنت جبلاً شامخاً وسنداً مهيباً••وبقدر حاجتنا إليك دائماً وأبداً بقدر افتخارنا••علمتنا من مبادئك وأسس تحمل المسؤلية والسير قدماً في مواجهة اعباء الحياة بصبر وجلد وحكمه.
والدي الغالي: أتذكر أخر نظراتك لي كان فيها الكثير من الحب و الرافة والشفقه و الوداع الاخير••والدي الحبيب
ماذا أقول وماذا أفعل هل اذرف دمع عيني أم اداري انفطار قلبي بحقك••أبي رد على جوابي فحنيني إليك يقتلني وشوقي إليك يحرقني.
والدي الغالي: نم قرير العين في مرقدك الأخير والمعذرة على ازعاجي لك بكلماتي هذه- لن أقول وداعاً أو إلى اللقاء لانك تسكنني.
#حكيم_السياسة
#ياسين_عبده_سعيد_نعمان