مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
.. مخضرية ونص..
سألني زميلي المواطن العزيز كم عدد الهيئات والمجالس العليا واللجان الأعلى في البلاد ؟.. قلت له يا زميلي العزيز من كثرها ماعاد عرفنا كم عددها فكل يوم نسمع عن هيئات جديدة ولجان جديدة ومجالس عليا جديدة إلى درجة اننا نتوقع أن يتم إنشاء هيئة لكل مواطن كما قلنا سابقا .. ولكن ماهو الذي جعلك تسال هذا السؤال يا زميلي المواطن العزيز؟.
قال لي زميلي المواطن العزيز خطر هذا السؤال في بالي اليوم وانا اتابع خبر ماتسمى هيئة الابتكارات والعلوم والتكنولوجيا عن ما اسمته إطلاق الخارطة البحثية .. قلت له يا زميلي العزيز هل تقصد الهيئة المخضرية التي لهفت عمل أكثر من خمس وزارات وفي طريقها للاستيلاء على مهام وزارات أخرى بحجة ان الهيئة هي المظلة الرئيسية لأعمال العلوم والتكنولوجيا والابتكار وأنها أعلى من تلك الوزارات بل إنها شرعنت لنفسها في قرار إنشائها القرصنة على كل ماتجده في طريقها ؟.
قال لي زميلي المواطن العزيز بالفعل فقد ظهرت الان موضة جديدة بإنشاء هيئات ومجالس عليا ولجان أعلى وتعطيل عمل الوزارات والأجهزة الحكومية الموجودة .. فهذه الهيئة المخضرية استولت على مهام وأعمال وزارات قائمة تنطلق من قوانين عامة وخاصة ولوائح تنظيمية وتنفيذية وضربت بتلك القوانين عرض الحائط .. قلت له يا زميلي العزيز كلامك صحيح وبالفعل فعملية إنشاء وإطلاق الهيئات والمجالس العليا واللجان الأعلى مستمر وعلى حساب وزارات الحكومة التي ستجد نفسها في يوم من الأيام حكومة فارغة بدون عمل أو مهام وسيجد رئيس الحكومة نفسه مثل وزرائه الذين كانوا ينامون في الليل وهم وزراء ويصبحون في الصباح ليجدوا انفسهم مجردين من مهامهم وحتى مكاتبهم التي تستولي عليها هذه الهيئات والمحظوظ منهم من تسمح له الهيئة بغرفة وحمام في وزارته .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل تعرف ان هذه الهيئات والمجالس العليا واللجان الأعلى تستنفذ موازنات الدولة والحكومة فكل منها يحتاج إلى كادر وظيفي ومرتبات ونفقات وايجارات واعتمادات وغيرها وفي ظل هذا الظرف الصعب وانقطاع المرتبات وشحة الموارد ؟.. قلت له يا زميلي العزيز.. كارثة فعلا ان يتم إنشاء هيئات جديدة ولجان جديدة ومجالس عليا جديدة وكلها ليست مجانية كما قلت بل إنها تشكل عبء إضافي على موازنة الدولة التي هي ضعيفة اصلا.
قال لي زميلي المواطن العزيز من الذي يشير على الدولة بإنشاء هذه الهيئات والمجالس العليا واللجان الأعلى وفي هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا لاتقوم الدولة بتفعيل عمل الوزارات والاستفادة من كوادرها وامكانياتها وصرف هذه المبالغ والنفقات لها بدلا من هذه الازدواجية فقد شاهدنا اليوم في الفعالية ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي افرغت من مهمتها لصالح هذه الهيئة رغم أن البحث العلمي اختصاص أصيل للوزارة ولدينا مراكز بحثية تتبع الجامعات اليمنية التي هي ضمن هيكل هذه الوزارة لكنها بحكم القوة صارت إلى هذه الهيئة وسيكون هناك إشكاليات كبيرة ستظهر مستقبلا لان تناقض الاختصاصات سيولد ذلك وهذه فقط نقطة من نقاط ومشكلة من مشاكل ستؤدي ليس إلى فشل الهيئة ولكن إلى انهيار منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وفي الطريق وزارة الاتصالات والبحوث الزراعية والبحوث الصناعية والبحوث التربوية والشهية مفتوحة .
نتمنى انا وزميلي المواطن العزيز وكل المواطنين ان يتم إعادة النظر في هذه الطريقة من إنشاء الهيئات والمجالس العليا واللجان الأعلى التي تستولي على أعمال وزارات قائمة وترميها مع موظفيها وكوادرها في الشارع وفي الرفوف.. ولابد من رؤية حقيقية في هذا الجانب وليس كل من قدم لكم مشروع هيئة أو مجلس أو لجنة تقبلونه لان ليس كلما يلمع ذهبا بل قد يكون مخضرية مثل هيئة الابتكار والتكنولوجيا والعلوم أو مخضرية ونصف مثل مجلس الطاووس أو مخضريتين مثل ماتسمى اللجنة الزراعية العليا .. نامل ان تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر وان لا يبقى الوضع كما هو من استمرار الاسهال في إنشاء الهيئات والمجالس العليا واللجان الأعلى التي تكلف عاليا وغاليا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة ونرجو عدم تصديق اصحاب هذه المشاريع الذين تهمهم مصالحهم دون مصالح الناس حتى لا يبقى الوضع كما هو من الترهل في هذه الهيئات والمجالس العليا واللجان الأعلى فهل وصلت الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟.