مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
.. بضائع منتهية وهيئات رديئة ..
عدت اليوم إلى البيت متأخرا جدا وكان الأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة وصديقتنا العصفورة بانتظاري يسألون عن سبب هذا التأخير ؟ فأخبرتهم انني كنت عند المهندس عبد السلام الذي اثق فيه كثيراً لإصلاح تلفوني وقد احتاج الأمر وقتا لإنقاذ الجهاز الذي بدأت الشاشة فيه تتأكل وقد نصحني بأن اتعايش معها واحافظ عليها بقدر الإمكان وقد أخذت نصيحته بعين الاعتبار لان تجربتي مع التلفونات مزعجة وكان اخرها قبل حوالي شهر حين تعطل التلفون وانتهى اضطررت لاستخدام هذا التلفون الذي ربما اصبح في طريقة إلى مقلب النفايات كسابقه .
قلت لهم يا اصدقائي الصغار لو لم يتدخل المهندس لكنا الان في مشكلة كبيرة لأننا لن نستطيع مواصلة نشر حلقات سلسلتنا الرمضانية هذه خاصة ان التلفون الثاني كان قد انتهى وتعطل وكم كانت فرحتهم بأننا لن ننقطع عن المتابعين وسنواصل إيصال رسائلنا وسمعنا حركة من صديقتنا العصفورة تدل على أنها تريد مشاركتنا في الحديث والتعليق على الموضوع.. قالت صديقتنا العصفورة الف مبروك على انقاذ تلفونك ولكن ارجو ان تستمع الى نصيحة المهندس وتحافظ عليه .. ومارايكم ان تكون رسالتنا اليوم حول موضوع أعتقد انه مهم جداً هو عن سوق التلفونات وما يتعرض له المواطن اليمني من تدليس وغش وخداع ؟.. فوافقنا جميعاً .
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا .. هل سوق التلفونات في بلادنا طبيعي ؟ وهل ما يدخل إلى البلاد من أجهزة يحمل المواصفات العالمية أم أن هذه البضائع تحمل مواصفات خاصة يتم تصنيعها للشعب اليمني فقط على اعتبار أن السوق اليمنية صارت سوقاً للنفايات من كافة أنواع السلع والبضائع ومنها أجهزة التلفونات ؟ وهل يمكن أن يكون هناك رقابة على هذا السوق أم أنه يمتلك الحصانة ولو على حساب خزينة الدولة التي تتكلف مليارات الدولارات والمواطن الذي يتكلف من جيبه الكثير والكثير وفي نهاية الأمر يحصل على بضاعة رديئة ؟ وهل يمكن ان يكون هناك أشخاص لا يهمهم ما يجري في بلدنا ؟ وهل يمكن ان يكون هناك هيئات حكومية تسمح بدخول هذه البضائع الرديئة وكل همها كم تحصل عليه من إيرادات ولا يهمها البلد ومصلحته وصحة المواطن ؟ ولماذا هذا الصمت والسكوت من الجهات العليا على ما تقوم به هذه الهيئات والمصالح التي لا يهمها مصلحة البلاد والعباد ؟ ولماذا لا يتم وضع مواصفات ومقاييس ومعايير لكل البضائع التي يتم استيرادها لليمن والالتزام بها حفاظاً على صحة المواطن وجيبه وخزينة الدولة التي تستنزف في أشياء لا داعي لها كما تفعل كل بلدان العالم ؟ ولماذا لا يتم تفعيل هيئة الموصفات والمقاييس ومصلحة الجمارك ومصلحة الضرائب وهيئة الأدوية للرقابة على ما يتم استيراده ؟ ولماذا نجعل بلدنا مقلب للنفايات والخردة من كل دول العالم وندفع قيمتها من عرقنا ودم قلوبنا ؟.
في ختام حلقتنا لهذا اليوم والتي تأخرت بسبب العطل الذي اصاب التلفون نتمنى صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا .. أن تكون رسالتنا وصلت وأن تقوم الجهات العليا بواجبها في اتخاذ إجراءات حقيقية وفاعلة لحماية المستهلكين من الاستنزاف الكبير لمقدراتهم جراء تداول سلع لا تتمتع باشتراطات الجودة وبما يحد من انتشار ظاهرة الغش والتقليد بدخول سلع مقلدة وان يتم تفعيل الرقابة على مايدخل سواء بطرق رسمية أو عن طريق التهريب وتكون هذه الأسئلة والاستفسارات أجندة عمل نصل من خلالها إلى وضع الضوابط والمعايير والاليات الكفيلة بأن تكون اليمن مثلها مثل غيرها بلداً لا يستقبل إلا أفضل أنواع البضائع وافخرها على الإطلاق وأن نجعل كافة الدول تمتنع عن صناعة الرديء وتصديره إلينا وأن تتحول هيئاتنا ومؤسساتنا إلى مؤسسات حقيقية تعمل بصلاحيات كاملة وليست منتهية الصلاحيات كالبضائع التي تصل إلينا.. ونعتذر عن التأخير في حلقة اليوم الخارج عن إرادتنا ؟.