مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
.. نظافة صورني بالمكنسة..
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. استبشرنا خيرا خلال الأيام الماضية عندما خرج الناس ليشاركوا في حملات النظافة التي شهدتها مختلف المحافظات وخاصة ان المسئولين كانوا يتقدمون الصفوف فيها ماجعلها حملات شعبية ورسمية ورسمت لوحة جميلة للمواطن والمسئول وكافة شرائح المجتمع وهم يشاركون معا في نظافة مدنهم ومناطقهم وشوارعهم .
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. لكن سرعان ما تلاشت تلك الفرحة بعد أيام قليلة من هذه الحملات حيث عاد كل شيء إلى مكانه فالمسئول أكمل مهمة التقاط الصور والتصريحات الاعلامية الرنانة وعاد إلى مكتبه بعد أن ألتقط صور بالمكنسة ولو ان كل وزير أو مسئول أو رئيس مؤسسة أو هيئة فقط قام بجولة إلى خلف وزارته أو مؤسسته أو هيئته وعنده حس وشعور وطني فإنه سيقدم استقالته فورا من كثرة القمامة والاوساخ التي تتراكم فيها وأتحدى أي مسئول ان يكون قد فعلها لان ما يحيط بالمؤسسات الحكومية وغير الحكومية يندى له الجبين.. والمجالس المحلية عادت لتمارس هوايتها في التهبش على الناس وجباية رسوم النظافة غير الموجودة.. اما المواطن المغلوب على أمره فانه مازال مذهولا مما يحدث وعاد إلى نفس عاداته السابقة في بيته وحارته لرمي القمامة كما اعتاد وحده المسكين عامل النظافة الذي عاد ليتحمل أعباء كل هؤلاء وبنفس الآليات السابقة بعد أن ظن بأن المجتمع سيقف إلى جانبه ويساعده لكن كل ذلك كان على ما يبدو حلما مزعجا بل كابوسا متعبا له.
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. الخلل في هذا الموضوع يتمثل في غياب الوعي بأهمية وقيم النظافة وأنها منظومة متكاملة .. قانون .. ووعي مجتمعي.. وإمكانات مادية وبشرية .. وليست مجرد حملات إعلامية وهمية موسمية أو سنوية وظواهر صوتية .
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. لقد تجاوز العالم كله موضوع النظافة حيث صارت سلوك وقيم وأدوار يؤديها الجميع بكل سلاسة وسهولة بينما مازالت النظافة عندنا تحتاج إلى جهود مضنية حتى نصل إلى ما وصل اليه العالم ومازال كل منا يجهل دوره فيها فالمواطن يظن أن مهمته تقتصر في اخراج القمامة ورميها في الشارع بشكل عشوائي إلى درجة ان كل شوارعنا وارصفتنا صارت مقالب قمامات ونفايات والدولة غائبة عن تطبيق القانون المتعلق بالنظافة وعن توفير الإمكانيات المادية الحقيقية والآليات المناسبة لعملية نظافة المدن فكل يوم ولهم حكاية يوم يضعون براميل ويوم يبعدونها ويوم يضعون مسمار نظافة ويوم آخر يبعدونه ومعدات النظافة عندنا أسوأ من القمامة نفسها وأجهزة الإعلام والإرشاد في سبات عميق وكان موضوع النظافة لا يعنيها من قريب او بعيد ومناهجنا التعليمية لاتكاد تذكر النظافة الا على استحياء وهكذا غياب في غياب في غياب وعدم وجود رؤية حقيقية لموضوع النظافة باعتبارها قيمة دينية وحضارية ووطنية وإنسانية.
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. هل تعرفون أن تلك الحملات التي شارك فيها كل مسئولي الدولة والمواطنين كانت كما قلنا لمجرد التصوير والتصوير فقط وان أولئك المسئولين الذين شاهدناهم يتسابقون على التقاط الصور هم هكذا دوما يلتفون على كل عمل وطني ويفرغونه من مضمونه كما في هذه الدعوة الصادقة للجميع بالاهتمام بالنظافة وكما فعلوا في غيرها من الدعوات السابقة في مواضيع مختلفة وكان هناك لوبي يحاول إفراغ اي جهد حقيقي لبناء الدولة وتحويله إلى حملات وهمية تنتهي بمجرد تصاوير واخبار اعلامية وهو في الواقع تهرب من المسئولية وربما عجز عن القيام بها وهذا أمر يجب الوقوف عنده طويلا لمعالجته لأنه يتعلق بمستقبل البلد .
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. في ختام حلقتنا الثانية عشر نتمنى ان يكون موضوع النظافة وعيا واهتماما مستمرا وليس حملات صورني بالمكنسة والعودة إلى الوضع السابق فالنظافة تبدأ من الوعي من كافة أفراد المجتمع ووجود قوة لتنفيذ القانون في حق كل من يخالفه وامكانيات وآليات وأدوات ومعدات واعلام وإرشاد ومناهج تعليمية وأدوار متكاملة من الجميع .. كما نتمنى ان يتم القضاء على لوبي الرمال المتحركة الذي يغوص فيه كل جهد وطني ويتلاشى وينتهي .. ونتمنى أن نرى بلدنا جميلا نظيفا من القمامة ومن ذلك اللوبي وذلك المسئول الذي لا يقوم بواجباته كما ينبغي .. فهل وصلت رسالتنا ام ان الوضع سيبقى متاحا للفاسدين ليفسدوا ويدمروا بلدنا الجميل والرائع والذي يعتبر من أقدم بلدان العالم حضارة وتمدنا وكان أول من قدم حلولا لمشاكل البشرية.. وبالتأكيد ان قيم النظافة هي التي تحدد مستوى تطور وتقدم الشعوب والامم ؟؟.