مقالات بقلم الاعلامي /حسن الوريث
الاربعاء /19/يناير (2022م)
.. الأزهر الأعور الساكت دهراً .. وتساؤلاتنا المشروعة..
كنت أتابع مع ابني وصديقي الصغير عبد الله ردود الأفعال حول الجريمة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي الإماراتي في العاصمة صنعاء باستهداف منزل أحد المواطنين ما ادى الى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين من أسرة واحدة هذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية وفي نفس الوقت ظهر لنا أثناء المتابعة بيان صادر من الأزهر تخيلنا للوهلة الأولى أنه يدين هذه الجريمة لكن عندما تحققنا وجدنا أنه إدانة ما أسماه استهداف الامارات إلى أخر ما جاء في بيان الإدانة من عبارات.
قال لي صديقي الصغير ما هذا الهراء الصادر من الأزهر؟ وهل يعقل أن تتناسى هذه المؤسسة الدينية الاسلامية الجرائم والمجازر التي ترتكب في حق الشعب اليمني بشكل يومي وتذهب الى إرضاء دول العدوان الإماراتي والسعودي التي تدفع الكثير من الأموال من أجل شراء المواقف والذمم والبيانات ؟.
قلت له فعلا يا صديقي الصغير والذكي كم كنا نتمنى من الأزهر كمؤسسة دينية أن تبقي نفسها بعيدة عن المال السعودي الاماراتي إضافة إلى أن الأزهر نفسه مطالب بأن يكون له موقف مما يتعرض له الشعب اليمني من قتل وتدمير حصار وتجويع على مدى السبعة الأعوام الماضية وبالتأكيد كما قلت ياصغيري العزيز فإننا كيمنيين يحق لنا أن نسال الأزهر عن موقفه من المجازر التي يرتكبها العدوان السعودي الاماراتي في اليمن ونقول له هل العدوان على اليمن له مبررات من الدين والأخلاق والإنسانية ؟ وأين الأزهر من الجرائم التي ترتكبها دول العدوان وما زالت ترتكبها في اليمن ؟ وهل ضرب اليمن بالصواريخ وتدمير بنيته التحتية من الدين الإسلامي ؟ وهل قتل المواطنين اليمنيين في مساكنهم ومدارسهم ومساجدهم وقاعات العزاء ومناسبات الأعراس وقصف المستشفيات والموانئ والمصانع من الدين الإسلامي ؟ وهل حصار ما يقرب من 27 مليون مواطني يمني عربي مسلم من الدين الإسلامي ؟ وهل صمت الأزهر عن كل تلك الجرائم التي ترتكب له ما يبرره ؟ وهل سيظل الأزهر أعور لا يرى ما يرتكبه العدوان من جرائم في اليمن واخرها جريمة الأمس التي يفترض أن تحرك فيه وفي منتسبيه الغيرة الإسلامية أم أن المال اعماهم؟.
قال لي صديقي الصغير فعلا نحن ننظر إلى هذا الصمت المخزي من من الأزهر بعين الريبة والشك لأن هذا الصمت ليس له ما يبرره كما أن العدوان السعودي الإماراتي على اليمن ليس له ما يبرره لكن صمت الأزهر عن كل ذلك لا يدل سوى على شيء واحد أن هذه المؤسسة الدينية باعت نفسها للمال السعودي الإماراتي وإلا فما معنى عدم توجيه ولو رسالة واحدة أو بيان واحد يقول لهذا العدوان كفى قتلاً للشعب اليمني المسلم وكفى تدميرا لمقدراته وكفى حصاراً وتجويعاً له فليس هناك أي مبرر لكم لا من الدين ولا من الأخلاق ولا من الإنسانية فيما تقومون به في حق الشعب اليمني المسلم ؟ هل يمكن أن يجيب أحد من هذه المؤسسة الدينية على هذه التساؤلات المشروعة لنا كيمنيين ؟.
قلت له يا صديقي الصغير الأزهر لم يعد كما كنا نعرفه مؤسسة دينية وسطية بعيدة عن تطرف بعض المؤسسات الدينية التي تتبع النظام السعودي أو الإماراتي والتي تتخذ من التطرف والإرهاب والقتل أسلوبا لها لكنه الان تحول ليصبح مؤسسة صامتة لا تستطيع أن تقول كلمة الحق في وجه بني سعود وزايد وجبروتهم والذين أمعنوا قتلاً وتدميراً في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وحتى في مصر نفسها التي تعاني من تلك التنظيمات الإرهابية التي أنشأتها هذه الأنظمة وتمولها وتوجهها لقتل وتدمير الشعوب باسم الإسلام الذي هو منها برئ تماماً .
قال لي صديقي الصغير.. هل يتحمل الأزهر بهذا الصمت المخزي على ما يجري في اليمن مسئولية دينية وتاريخية ويتحمل دماء اليمنيين الذين يقتلون يومياً على يد النظام السعودي الإماراتي وتحالفهما الإجرامي ؟.. قلت له صحيح ياعزيزي فالصمت هذا يشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات وبالتأكيد ان البيان الأخير جاء في هذا الإطار ليدين الضحية ويبرئ القاتل والمجرم الذي لم يتورع يوماً عن ارتكاب أبشع المجازر والجرائم في حق الشعب اليمني فإذا كنتم واقعون تحت التضليل السعودي الإماراتي فأنتم محاسبون وإذا كنتم تعرفون وتشاهدون ولم تتحركوا فإثمكم أكبر وأكبر ولن يغفر الله لكم سكوتكم على قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتجويع شعب بأكمله وأصبحتم كما الساكت دهرا والناطق ... .
نتمنى نحن أبناء الشعب اليمني أن يكون للأزهر كلمة في وقف نزيف الدم وإلزام النظام الإماراتي والسعودي بإيقاف عدوانهم ورفع هذا الحصار الجائر وتقديم النصيحة لهم إذا كانوا كما يقولون فعلاً يريدون مصلحة الشعب اليمني فعليهم أن يدعموا التنمية ويساعدوا الشعب اليمني وجمع اليمنيين وليس إرسال أحدث الطائرات والصواريخ والأسلحة لقتل اليمنيين وحصارهم وإبادتهم فكل هذه الأموال التي دفعها النظام السعودي الإماراتي في هذه الحرب العدوانية الظالمة كان ربعها يكفي لإحداث تنمية حقيقية في هذا البلد العربي المسلم فمن يريد المساعدة لا يقتل الناس ويحاصرهم ويجوعهم وعليكم كأزهر إذا أردتم مصلحتنا وتنفيذ واجباتكم الدينية المناطة بكم أن تصدروا فتاوى بتحريم العدوان على اليمن وتجريمه والحث على لم شمل اليمنيين وأن تقولوا كفى قتلاً وتدميراً لهذا الشعب المظلوم ما لم فإنكم شركاء في دمائنا وإثم العلماء أكبر من إثم الآخرين فهل تعقلون ؟.