مقالات بقلم /فريد السماوي
السبت /2/ديسمبر (2023م)
يطلق اسم باب الناقة على مدخل مدينة باجل من جهة الشرق، ويعتبر أيضا مدخل لمحافظة الحديدة، للقادم من جهة صنعاء ..
وارتبط هذا الموقع الاستراتيجي الهام بواحد من أهم مراكز تحصيل ضريبة القات في الحديدة، إن لم يكن أهمها على الاطلاق.
وعانى هذا المركز الحيوي لتحصيل ضريبة القات طيلة فترات ماضية من تأرجح الايرادات وكثرة تغيير المتحصلين وعدم الاستقرار، ناهيك عن مشاكله المستمرة بين المتحصلين والمكلفين من بائعي القات، وحضرت شخصيا أكثر من موقف لاحتواء هذه الخلافات
وكانت غالبا مشاكل المركز تتسبب في تراجع حصيلة القات، ناهيك عن وجع الرأس و انشغال المحصلين عن عملهم الأساسي، بمشاكل و أمور تلهيهم عن عملهم المتمثل في تحقيق الإيراد الضريبي الأنسب.
ولست أشكك هنا بنزاهة وجهود وكفاءة المتحصلين السابقين، ولكن ربما الظروف لم تساعدهم، وربما قلة الخبرة وضعف القدرات والامكانيات، فمن ذا الذي لا يريد أن يكون الأفضل ومن ذا لا يعشق النجاح والتميز..
ظل مركز باب الناقة يعاني وأصبح مشكلة ليس لها حل، وداء ليس له دواء، حتى تم تكليف المأمور الضريبي المخضرم الأستاذ صادق علي عبدالقادر باشا، الذي أثبت منذ الأيام الأولى لتوليه مهام عمله مدى صوابية قرار تكليفه، وأنه جدير بهذه المهمة المستحيلة، لا سيما أنها تواكبت مع معاناة حقيقية تعيشها محافظة الحديدة، في ظل تصعيد العدوان
ومرتزقته، و الحصار الجائر على بلادنا بشكل عام، والحديدة على وجه الخصوص، ناهيك عن النزوح الكبير لسكان الحديدة.
كل تلك الظروف القاهرة لم تثني الباشا عن شق طريقه بنجاح وكفاءة واقتدار، وبما يملكه من حكمة وأسلوب محنك في التعامل، أكسبته إياه سنوات عمله الطويلة في هذا المجال، حتى أصبح أنموذجا يجب أن يحتدى به.
فما حققه الأستاذ صادق باشا من أرقام تتحدث عن نفسها بكل فخر، فقد حقق زيادة في الإيراد بنسبة 200٪ عن سابقيه وهي أعلى نسبة حصيلة للمركز منذ إنشائه، وبزيادة قدرها 50٪ عن الربط المقدر،
حقق كل ذلك بجدارة، وبذل جهودا جبارة في سبيل تحقيقه بإشراف شخصي ومتابعة من الرجل النبيل والرائع الأستاذ عبد الرحمن الكحلاني - مدير فرع الوحدة التنفيذية لضرائب القات بمحافظة الحديدة.
وليست الأرقام والارتفاع الكبير في الحصيلة وتنامي الايرادات هي إنجازات الأستاذ صادق باشا ونجاحه في تحويل منفذ باب الناقة من وعاء ضريبي به بعض الثقوب إلى وعاء محصن ومتين.
بالإضافة إلى ذلك أنهى كل المشاكل و الخلافات مع موردي القات، والتي كانت تظهر باستمرار في عهود سابقيه وكانت تعيق العمل وتعرقله، فبحنكته و خبرته وأخلاقه العالية استطاع أن يحتوي الجميع، ويكسب ودهم، دون تفريط بايرادات الدولة وضريبتها، وبحيث صار المكلف يسدد ما عليه وهو يبتسم.
أخيرا يكفي الأستاذ صادق باشا فخرا واعتزازا أنه عندما يحصل العجز أو التراجع في الإيرادات في الكثير من مراكز تحصيل ضريبة القات يظل مركز باب الناقة شامخا في علو وارتفاع وتنامي، و لست أبالغ إن قلت: آنه المركز النموذجي الأول على مستوى الحديدة، إن لم يكن على مستوى اليمن قاطبة ..
ولا ننسى هنا أن نشيد بجهود ومتابعة الأستاذ عبد الجبار محمد احمد -رئيس مصلحة الضرائب - ربان التحولات الجذرية في المصلحة وكذا مديرعام الوحدة التنفيذية لضرائب القات الأستاذ محمد محمد صالح البيلي.