مقالات سياسة بقلم الاعلامي /حسن الوريث
السبت /14/مايو (2022م)
وقع بين يدي مغلف يحتوي على تمر منتهي الصلاحية مكتوب عليه غير مخصص للبيع والإهداء من مملكة
الإنسانية وليس المهم أن هذا التمر منتهي الصلاحية وربما يودي بحياة من يتناوله فما لفت نظري في الموضوع هو ما تطلقه على نفسها تلك المملكة التي تقتل الناس وتدمرهم بإسم الإنسانية فليس من الإنسانية أن تقتل الإنسان وترسل طائراتك وصواريخك لقتل الناس وليس من الإنسانية ما تقوم به في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وكل مكان من قتل وتدمير وتمويل لتلك التنظيمات الإرهابية التي تذبح الناس وتسحلهم وتحرقهم وترميهم في مياه الأنهار وتفجرهم وليس من الإنسانية إعدام مئات والاف المواطنين لانهم يعارضونك.
الناس ليسوا بحاجة كيس التمر المنتهي الصلاحية وأنت تحاصرهم وتمنع عنهم الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة والناس ليسوا بحاجة إنسانيتك القائمة على الإرهاب والظلم وفي الأخير تعطيهم الفتات فالناس بحاجة إلى أمن وأمان واستقرار كما أن هم بحاجة إلى أن ترفع يدك عنهم وعن بلادهم ولا تتدخل في شئونهم والناس ليسوا بحاجة شرعية مزعومة تأتي مخضبة بلون الدماء والخراب الناس ليسوا بحاجة التمر المنتهي الصلاحية الذي توزعه عليهم والذي ربما تريدون أن يقوم بما لم تستطع القيام به طائراتكم وصواريخكم وأسلحتكم المحرمة التي ترسلونها يومياً وما لم يتمكن من تنفيذه مرتزقتكم وعناصركم الإرهابية التي ترسلونها بسيارات مفخخة فأنتم لم تستوعبوا الدرس جيداً ولم تدرسوا التاريخ اليمني جيداً تاريخ هذا الشعب العظيم الذي شيد أعظم حضارات العالم ودفن كل الغزاة والمحتلين الذين حاولوا غزو اليمن وتدنيس تربته الطاهرة كما أنكم رغم أنكم تحكمون الآن أطهر بقاع الدنيا إلا أنكم لم تفهموا الإسلام جيداً هذا الدين العظيم دين المحبة والتسامح والإخاء وتحريم القتل للنفس البشرية لكنكم رغم ذلك تستبيحون الدماء وتقتلون الناس في مخالفة واضحة وصريحة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف .
الشعب اليمني ليس بحاجة إليكم ولا إلى تدخلكم في بلاده فهو يعرف مصلحته جيداً وأنتم لستم أوصياء عليه لأن زمن الوصاية ولى وأنتهى إلى غير رجعة وأذنابكم الذين كانوا تحت وصايتكم عادوا إليكم وهم الآن عندكم فلتشبعوا بهم أو فلتحاكموهم على تفريطهم وتقصيرهم أو فلتعملوا معهم ما تريدون أما هذا الشعب فإنه لن يرضخ لكم ولن ينقاد لكم فمن كان ينقاد لكم عندكم ونصيحتي لكم أن تتركوا التدخل في شأن الدول والشعوب ولتنتبهوا لشعبكم وتنمية بلدكم الذي بسببكم لم يستطع أن يمتلك سبب واحد من أسباب التقدم والتطور وبلدكم لا يمتلك حتى مركز علمي واحد وليس لديه القدرة على صناعة حتى مسمار رغم الأموال الطائلة التي لديكم ولتنظروا إلى من حولكم كيف حولوا بلدانهم إلى بلدان منتجة لديها كل أسباب التطور والتقدم وامتلكت التكنولوجيا رغم أنها لا تمتلك ولا ثلث أموالكم وثروتكم التي بعثرتموها ولعبتم بها وتحولت هذه الأموال إلى أداة لقتل الناس والشعوب وليس إلى وسيلة للبناء والتنمية .
مملكتكم التي تقولون عنها أنها مملكة الإنسانية هي في الحقيقة مملكة الدم فمنذ نشأتها وحتى اليوم وهي تعيش على دماء الآخرين وقتلهم تمويل الحروب والدمار في كل البلدان فليس هناك بلد عربي أو إسلامي واحد إلا ولكم أياد سوداء فيه وليس هناك بلد واحد إلا ويعاني من مملكتكم وليس هناك بلد واحد إلا وهو يئن من تدخلكم في شئونه فهل يمكن أن تكون أعمال القتل والتدمير والتخريب وتصدير الإرهاب أعمال من تسمي نفسها مملكة الإنسانية التي تدعون أم أنها من أعمال مملكة الدم التي تحكمونها وتدمرون الشعوب والبلدان بإسمها.