وفي حفل التخرج، هنأ عضو السياسي الأعلى الطلاب والطالبات بتخرجهم والآباء والأمهات، الذين صبروا وتحملوا في سبيل دعم ومساندة أبنائهم واستمرارهم في التحصيل العلمي ووصولهم إلى هذه المرحلة من التفوق والنجاح، وعلى عتبات الالتحاق في القطاع الصحي، والمساهمة في خدمة الوطن.
وأشاد بجهود ودور مؤسسي الجامعة وقياداتها السابقة والحالية على الجهود المبذولة في تأسيس وانطلاقة الجامعة، التي وُلدت من رحم ثورة 21 من سبتمبر، والأخذ بيدها خطوة بخطوة للوصول إلى هذه المرحلة الهامة، التي تحتفل اليوم بتخرج الدفعة الأولى من كلية الطب والجراحة.
ووجّه رسالة للشعب اليمني بأن هؤلاء الخريجين سيرفدون وزارة الصحة ومستشفياتها، ويساهمون في تحسين الخدمات الصحية بالبلد.. مؤكداً أن شهر أغسطس القادم ستشهد الجامعة تخرج نحو 1000 طبيب وطبيبة آخرين؛ سيرفدون الجانب الصحي بالخبرات، ويساهمون في الارتقاء بالقطاع الصحي باليمن.
وأعتبر الحوثي تخرج هذه الكوكبة من أطباء المستقبل هي رسالة للعدو الأمريكي بأن هذا الجيل، الذي تعلم واكتسب العلم والمعرفة في ظل العدوان، وفي الجامعة التي أنشئت تحت القصف والتدمير، واستهداف القاعات المحيطة بالصواريخ والقنابل هو جيل قادر على المواجهة والتحدي، ولم تثنهِ تلك الضربات عن تحقيق أماله وطموحاته.
واثنى عضو السياسي الأعلى بجهود كل القائمين على الجامعة، وكل من ساهم وشارك في إعداد وإنجاح هذا الحفل المهيب، ولكل من درس وتعلم في هذه الجامعة للوصول إلى هذه المرحلة التاريخية من تخرج أول دفعة من طلبة كلية الطب البشري في جامعة 21 سبتمبر.
من جانبه، بارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال، حسين حازب، خريجي الدفعة الأولى من كلية الطب البشري والجراحة في جامعة 21 سبتمبر، أحد إنجازات ثورة 21 من سبتمبر، التي استطاعت أن تصمد وتتجاوز التحديات والظروف الصعبة، وتمكن الطلبة من إنهاء مشوارهم الدراسي تحت أزيز الطائرات وقصف العدوان، والوصول إلى هذه المرحلة من تخريج الدفعة الأولى
واستعرض الوزير حازب مراحل إنشاء الجامعة منذ التأسيس، والصعوبات التي واجهتها، ودور قيادات الجامعة السابقة واللاحقة في تصحيح أوضاعها، ومعالجة تلك الإشكاليات.. مبينا ً أن جامعة 21 سبتمبر تعد من الجامعات المتخصصة في التعليم الطبي في اليمن، وشهدت تحولات وتطورات نوعية في مختلف المجالات، وركزت على هذا النوع من التعليم لتلبية الاحتياجات من الكوادر الطبية التي يفتقر إليها البلد.
وأعرب عن الأمل في أن تستمر جامعة 21 سبتمبر إلى جانب نظيراتها من الجامعات المتخصصة في التعليم الطبي، وغيره من العلوم التطبيقية الأخرى، وأن تظل بهذ العطاء والزخم العالي، وحثها على الخطى للحصول على الاعتماد البرامجي والوطني في أقرب وقت.
وتطرق إلى الإنجازات التي حققتها وزارة التعليم العالي في ظل العدوان والحصار، أبرزها "إنشاء وافتتاح خمس جامعات حكومية، و10 جامعات أهلية، واعتماد عدد من البرامج الأكاديمية الجديدة، وتوصيف كافة البرامج في الجامعات الحكومية والأهلية، وتحديث البنية المعيارية البرامجية والمؤسسية، وإعداد المعايير الأكاديمية المرجعية الوطنية لأكثر من 43 برنامجا طبيا وصحيا وهندسيا، وكذا العلوم الإدارية والإنسانية، وإعداد معايير الاعتماد الخاص لبرنامج الطب والجراحة وفقاً لمتطلبات الاتحاد الدولي للتعليم الطبي، وإنجاز مشروع الإطار الوطني للمؤهلات".
بدوره، بارك وزير الصحة العامة والسكان في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور طه المتوكل، للخريجين والخريجات النجاح الكبير وأخذ شهادة البكالوريوس في مجال الطب والجراحة، والترحيب بهم في سوق العمل بأقسام المستشفيات المختلفة على مستوى اليمن؛ لتأدية وظيفتهم الإنسانية والأخلاقية رحمة بالمرضى.
واعتبر جامعة 21 سبتمبر قصة نجاح وتحدٍ؛ كونها أنشئت من رحم المعاناة، حيث درس الطلبة فيها تحت القصف والعدوان وأزيز الطائرات، وثمرة من ثمار ثورة 21 سبتمبر - رمز الصمود والثبات، التي أزاحت الظلم والباطل والطغيان.
وقال الدكتور المتوكل: "انتصرنا في الجانب السياسي والعسكري والجانب العلمي، وها هم 509 أطباء وطبيبات اليوم يملأون الآفاق، ويدعمون المستشفيات، فأنتم حملتم جذوة الثورة، وألم ومعاناة الشعب اليمني على مدى تسعة أعوام، حينما قصف العدوان المستشفيات، وطواقم الإسعاف، وقتل الأطباء والممرضين".
وأكد أن عام 2024م عام الامتياز، الأمر الذي يتطلب من المتخرجين الالتحاق في المستشفيات للتدرب على أعلى مستوى؛ كون البلد بحاجتهم.. مبيناً أن البلد بحاجة إلى 20 ألف طبيب عام، و12 ألف أخصائي.. داعيا الخريجين إلى الالتحاق العام القادم في برامج الزمالات العربية واليمنية في المجلس الأعلى للتخصصات الطبية.
ووجّه وزير الصحة المجلس الأعلى للتخصصات الطبية بقبول الخريجين من جامعة 21 سبتمبر في التخصصات الدقيقة، خلال العام القادم 2025م، على مستوى الزمالة العربية واليمنية والدكتوراة السريرية في جامعتي صنعاء و21 سبتمبر.. مؤكداً أنه لن يسمح لهم بأن يكونوا أطباء عموم إلا لعام واحد فقط، يؤدون الخدمة الريفية، ومن ثم التوجه للتخصصات الدقيقة، التي يحتاجها البلد.
وأعرب عن امله بأن يكون أطباء اليمن جنباً إلى جنب مع زملائهم في غزة، والمساهمة في تخفيف معاناة المرضى والجرحى الذين يتعرضون لأبشع الجرائم الوحشية بحق الطفولة والنساء على أيدي الكيان الصهيوني في ظل خذلان وصمت عربي مريب.. مؤكداً أن اليمن قدمت مبادرة -رغم الحصار والألم وشحة الأودية- الاستعداد أن نؤثر إخواننا في غزة بما يتوفر لدينا من دواء ومستلزمات طبية، وتم دعوة الدول والمنظمات والصليب الأحمر إلى إدخال الدواء والمعدات والمستلزمات الطبية من صنعاء إلى غزة، ولكنهم عاجزون.
وحث وزير الصحة الخريجين بالتحلي بأخلاقيات المهنة وتحمل مشاعر الرحمة والإنسانية والكرامة لهذه المبادئ الكبرى.. مقدماً العهد لقائد الثورة أن يكون الجميع أوفياء بما سار عليه، وتفويضه في كل ما يراه مناسباً لفك الحصار على غزة، والجهاد في سبيل الله، وتأييد كل ماجاء بكل خطاباته، ووضع القطاع الطبي والصحي في تصرف قائد الثورة.
فيما أشاد وزير الأشغال العامة والطرق بحكومة تصريف الاعمال، المهندس غالب مطلق، بالقرار التاريخي لرئيس اللجنة الثورية في ذلك الوقت، رقم 161 عام 2016م، بإنشاء جامعة 21 سبتمبر في ظل ظروف صعبة وقاسية كانت تعاني منها اليمن؛ جراء عدوان سعودي - إماراتي، ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل.
وقال: "أيها الطلاب، نحن استقبلناكم في أول يوم عندما دخلتم الجامعة، واليوم نستقبلكم في يوم تخرجكم من الجامعة".. منوهاً بدور فريق مؤسسي الجامعة برئاسة رئيس الجامعة السابق، الدكتور ياسر عبد المغني، وفريق العمل على جهودهم المبذولة في إرساء العمل الأكاديمي، وتطوير البنية التحتية والهيكلية للجامعة.
واعتبر تخريج هذه الكوكبة من 509 أطباء وطبيبات ثمرة ثورة 21 سبتمبر، ونتائج العدوان السعودي، إضافة إلى تخرج الكوادر من الكليات العسكرية، وقيادات الأجهزة الأمنية .. مؤكداً المضي قدماً في ذلك الطريق والعهد الذي اتخذه قائد الثورة في الصمود والثبات، ومواجهة مخططات الأعداء، واكتساب العلم والمعرفة للوصول إلى هذه المرحلة.
وعبَّر وزير الأشغال عن الأسف والخزي لمواقف الدول العربية المطبعة والعملية، التي خيبت أمل وظنون شعوبها في نصرة غزة.. منوهاً بموقف الشعب اليمني قيادة وحكومة وشعباً لنصرة فلسطين، والثبات على الموقف الحق، النابع من هويتنا الإيمانية والأخلاقية والإنسانية؛ لنصرة المستضفعين على مر التاريخ.
فيما عبّر رئيس جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية، الدكتور مجاهد معصار، عن الفخر والاعتزاز بهذا اليوم المشهود، المزدان بحضور هذه الكوكبة من أطباء المستقبل، المضيئة بنشوة النصر القادم من غزة، المعانق لسواحل البحر الأحمر وخليج عدن، المتجذر في ضمار كل الاحرار والشرفاء وصناع الفجر والتاريخ، الواقفين على هامات الاستشهاد.
وأكد أن جامعة 21 سبتمبر هي الجامعة الوحيدة، التي لم تضف لنفسها في تسميتها أي محافظة، أو منطقة جغرافية؛ لأنها أرادت لنفسها أن تكون حاضنة لكل الوطن، وأن تكون تعبيراً صادقاً عن ثورة هذا الشعب وأصالته وحريته واستقلاله وشموخه.
وأشار إلى أن الجامعة هي القيمة الملطقة المعبّرة عن كل اليمنيين؛ عن سهول اليمن وجبالها، وعن بنائها وثمارها وأقواتها، وعن وديانا وشعابها، وعن سواحلها وصحاريها، وعن حضرها وريفها، ونسيمها وضبابها، وهي تعبير أصيل عن كبرياء وعزة اليمنيين مرادفعة لفجر أتكا اليمنيون فيه على هامات الجمال، وصافحت خطى القائد ومسيرة الإبداع.
واعتبر الدكتور معصار جامعة 21 سبتمبر قصة نجاح في اختبار صعب لمعاني الإرادة والإدارة، وتحدي المستحيلات، والوقوف بشموخ وثبات، وعنوان للعمل الدوؤب، بعدما كانت على وشك صدور قرار بإغلاقها لولاء الإصرار على البقاء والاستمرار في العطاء والنضال من أجل النهوض بها، وصياغة رؤية بمسؤولية وطنية وهوية إيمانية لتصل إلى هذه المرحلة، وحصد أولى ثمارها في تخريج أول دفعة من كلية الطب البشري بقوام 509 أطباء وطبيبات.
عميدة كلية الطب بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية، الدكتورة سلوى صالح الغميري، أكدت بدورها أن الوصول إلى هذا اليوم العظيم كان قبل بضعة أعوام حلما مستحيل التحقيق، وأمنية تراود من ضعفت قوته على التفكير، ورؤية لمن ليس له رؤية.
وأشارت إلى أن الجامعة تقف اليوم على أرضية صلبة لتقدم 509 طلاب وطالبات طب وجراحة، حصلو على طبيب امتياز، وكان ذلك مستحيلاً، ولكن بفضل الله جعل هذا حقاً، وجعل المستحيل ممكناً، ولا مستحيل أمام الله.
وأوضحت الدكتورة الغميرية أن الكلية والجامعة مضت بخطوات ثابتة ومتسارعة لإصلاح وترميم ذاتها، وبسط أرضية لها، بدعم ومساندة شركاء النجاح من قيادات الدولة والجهات المعنية، الذين قدموا كل التسهيلات في إرساء العمل الأكاديمي والتعليمي.. مبينة أن الكلية تمكنت من إعادة هيكلتها، وسارت بسرعة نحو الأتمتة والترقيم ورقمنة الكلية، وإدخال الأنظمة المتطورة، وتوصيف برامجها ومقرراتها، وضبط خططها ولائحتها الدراسية المعقدة، وتبنت ما يسمى نظام التعلم المبني على حل المشكلات.
وأكدت أن الكلية قامت بأهم خطوة في تاريخها، متمثلة في تعيين 170 أستاذا وعضو هيئة تدريس، الذين كان لهم الدور البارز في حصول الجامعة على السند والدعم الحقيقي في الخطوات التطويرية، والتحولات النوعية التي شهدتها الجامعة، خلال الفترة الوجيزة.
وأشادت بدور وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة، التي فتحت جميع المستشفيات أمام اكثر من 2000 طالب طب بشري للتدريب السريري، وكذا إقامة المؤتمرات العلمية والطبية، وبصدد فتح الدراسات العليا في كلية الطب للدكتوراة السريرية.
فيما ألقيت كلمة الخريجين للطالبين علي وثاب، وأمل السفياني، قدمت الشكر والعرفان لكل من ساهم وشارك في إكسابهم المعارف العلمية، والمهارات التطبيقية في سبيل وصولهم إلى هذه المرحلة من الاجتياز والولوج إلى الخدمة الصحية في البلد.
تخلل الفعالية، التي حضرها محافظ حجة، هلال الصوفي، وأمين عام مجلس الاعتماد الأكاديمي، الدكتور محمد ضيف الله، ونواب رئيس الجامعة، ورئيس الجامعة السابق، الدكتور ياسر عبد المغني، وأعضاء هيئة التدريس، ورؤساء الأقسام، وعدد من المسؤولين، قصيدة شعرية لعبدالله سلمان.
وكان وزير الصحة العامة والسكان قد تقدّم -بصحبة الخريجين- لتأدية القسم الطبي، والحفاظ على شرف المهنة، التي تعلموها، واكتسبوها، خلال فترة دراستهم، والالتزام بصون حياة الإنسان في كل الظروف، والأحوال، والسعي لانقاذها من الهلاك والمرض، وحفظ للناس كرامتهم، وستر عورتهم، وكتم سرهم، وأن يكونوا على الدوام من وسائل الرحمة.