مقالات بقلم /محمد الصالحي
الأربعاء /8/فبراير (2023م)
لقد مر النظام السعودي بعدة تقلبات في السياسية الداخلية والخارجية لها وفي كل مرحلة تظهر بشكل و بدور يتنفى مع ما سبقه، والذي اخرها هو اسلوب الانفتاح الاخلاقي داخلياً، والذي يعد تحولاً كبيراً في سياسة النظام السعودي الداخلية والتي يراد به احداث تأثيرات خارجيه.
ويجب ان لا يستغرب احد هذا التحول الكبير في السياسه السعودية و الانفتاح في الجوانب الاخلاقيه بشكل يتنافى مع التعاليم الدينية و العادات والتقاليد الاجتماعية، فمنذ تأسيسها كان يُطلب منها ان تمارس ادوار معينة لمواجهة تيارات تهدد او تنافس التواجد الا مر ي كي في المنطقه.
فبعد الثورات التحررية التي شهدتها المنطقه منذ خمسينيات القرن الماضي والتي قادتها التيارات القومية العربيه طُلب من السعودية ان تؤدي الدور الرجعي وذلك لمواجهة هذه التيارات و افشال تحركاتها في تحقيق الوحدة العربية وبالفعل نجحت في ذلك.
وخلال الحرب الباردة بين امريكا و الاتحاد السوفيتي طُلب من السعودية ان تؤدي الدور العقائدي الديني المتشدد لمواجهة الاتحاد السوفيتي وبالفعل نجحت في ذلك.
و في هذه المرحلة ترى امريكا و اس ر ا ئ يل ان الخطر عليها يكمن في سياسة و توجه ا ي ر ا ن و لان اي ر ا ن ليست عربيه ولا تنتمي للقومية العربيه فقد طُلب من السعوديه ان تؤدي عدة ادوار لمواجهة اي ر ان.
فكان الدور الاول هو الدور القومي وان لم تكن السعودية هي المتصدرة للموقف ولكن كانت هي الداعم الاول والرئيسي لصدام حسين في الحرب العراقيه الايرانيه، وتحولت السعوديه في تلك المرحله من دولة رجعيه معادية للقومية الي دولة ذات سياسة خارجية قومية ولكنها فشلت في هذه المهمة التي اوكلت اليها وذلك لعدة اسباب منها ماهو متعلق بغزو الكويت و حرب الخليج و تحول نظام صدام من صديق و زعيم للقومية العربيه الي عدو للسعودية.
ومنها ما يتعلق بسياسة ايران الخارجيه التي تجاوزت الاطر القومية الي ما هو ابعد من ذلك و هو البعد الديني و العقائدي، و ادى ذلك الي تحول السعودية الي تقمص الدور المذهبي واظهار نفسها كقائد ومدافع عن المذهب السني لمواجهة المذهب او التيار الشيعي الذي تنتمي اليه ا ي ر ان ولكنها فشلت في ذلك لانها حصرت المذهب السني في الحركه الوهابية التي ينتمي اليها النظام السعودي، وكذلك ان ايران تجاوزت الاطار المذهبي في علاقاتها سواءً مع الانظمة او الحركات واصبحت تحالفاتها تضم كافه التيارات الدينية او القومية التي تلتقي معها في العداء للكيان ال ص هي وني والتواجد الامر ي كي في المنطقة.
و أخيراً طُلب من السعودية القيام بدور النظام المنفتح من اجل التأثير على الداخل الايراني وذلك لان الشعوب المسلمة الغير عربية تنظر الي العرب كقدوة دينية و يعتقدون ان العرب سواءً شعوباً او حكومات لن يخرجوا عن اطار الدين وان اعمالهم وسياساتهم لن تتنافى مع الدين والتعليم الاسلامية، وقد استطاع هذا الاسلوب الانفتاحي للسعودية ان يؤثر نوعاً ما على الداخل الايراني والذي ظهر في الاحداث الايرانية الداخليه والتي تنادي بالتحررية الثقافيه وحرية المرأة ولعل لسان حال بعض المنادين بذلك يقول لن نكون مسلمين اكثر من العرب.
ولا يهمنا هنا مدى نجاح او فشل النظام السعودي في تحقيق اهدافه واهداف حلفائه الرئيسيين، ولكن من يهمنا هنا هو ان النظام السعودي لدية الاستعداد التام لاتخاذ اي سياسه او القيام بأي دور لحماية مصالح وبقاء ا مر يكا في المنطقة، وليس لديه اي ثوابت دينية او قومية او مذهبيه حقيقيه تحكمه، والثابت الوحيد الذي يحكم تصرفاته وسياسته هو ان بقاء ا مر يكا في المنطقة بقاء للنظام السعودي وان حفظ الامن القومي السعودي مرهون بحفظ الامن القومي الا سرا ئي لي وان تهديد لأس ر ا ئيل هو تهديد للسعودية.