مقالات بقلم الدكتور /عبدالعزيز بن حبتور
الإثنين /17/يونيو (2024م)
نحن في يوم السبت ، الموافق الـ 15/ من يونيو / 2024م ، وقد مضى على المعركة البطولية المتواصلة لطوفان الأقصى ثمانية أشهر وأسبوعاً بالوفاء والتمام ، سطر من خلالها الشعب العربي الفلسطيني بقيادة المقاومة الباسلة الشجاعة أعظم ملحمة بطولية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الصهيوني الممتد لأكثر من مائة عام.
تلك الملحمة البطولية الشجاعة النادرة سيسجلها التاريخ الإنساني في أنصع صفحاته ، تضحية ، وبسالة ، وصموداً أسطورياً ، وقوة بأسٍ شديد أظهر الإنسان الفلسطيني المقاوم , والتفاف الشعب بكل أطيافه حول مقاومته الصلبة في وجه كل حلف العدوان للشمال الأطلسي التي تقوده وتموله راعية الإرهاب في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية .
لقد تمت المشاركة الفعلية الحربية والعسكرية والاستخبارية والتمويلية لهذه الحرب المسعورة ضد الشعب الفلسطيني من قبل جيش الكيان الصهيوني الإسرائيلي بمشاركة مباشره من قبل قوات المارنز الأمريكية USA واستخباراتها وقرارات إدارتها و قادتها السياسية والدبلوماسية وكذلك بمشاركة أساطيل بريطانيا العجوز ودعم حلف شمال الأطلسي كله ، هذه حقيقة الحرب العدوانية القذرة على الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة البطلة العظيمة.
لقد أنتجت هذه الحرب اليهودية الأوروبية الأمريكية العنصرية على أهلنا في قطاع غزة ، والتي دخلت شهرها التاسع ، خلفت حتي يوم الأحد بتاريخ 2/ يونيو / 2024 م كما أورد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة بنشر بيانات واحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة لليوم (240) :-
على النحو الآتي :-
◻️ (240) يوماً على حرب الإبادة الجماعية.
◻️ (3,247) مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال.
◻️ (46,439) شهيداً ومفقوداً.
◻️ (10,000) مفقودًٍ .
◻️ (36,439) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات.
◻️ (15,438) شهيداً من الأطفال.
◻️ (32) استشهدوا نتيجة المجاعة.
◻️ (10,231) شهيدة من النساء.
◻️ (498) شهيداً من الطواقم الطبية.
◻️ (70) شهيداً من الدفاع المدني.
◻️ (147) شهيداً من الصحفيين.
◻️ (7) مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات.
◻️ (520) شهيداً تم انتشالهم من 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات.
◻️ (148) مركزاً للإيواء استهدفها الاحتلال "الإسرائيلي".
◻️ (82,627) جريحاً ومُصاباً.
◻️ (70%) من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء.
◻️ (17,000) طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما.
◻️ (11,000) جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج.
◻️ (10,000) مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج.
◻️ (1,095,000) مصاب بأمراض معدية نتيجة النزوح.
◻️ (20,000) حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح.
◻️ (60,000) سيدة حامل مُعرَّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية.
◻️ (350,000) مريض مزمن في خطر بسبب منع إدخال الأدوية.
◻️ (5,000) معتقلاً من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية.
◻️ (310) حالات اعتقال من الكوادر الصحية.
◻️ (20) حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم.
◻️ (2) مليون نازح في قطاع غزة.
◻️ (192) مقراً حكومياً دمرها الاحتلال.
◻️ (109) مدارس وجامعات دمرها الاحتلال بشكل كلي.
◻️ (318) مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي.
◻️ (604) مساجد دمرها الاحتلال بشكل كلي.
◻️ (200) مسجدٍ دمرها الاحتلال بشكل جزئي.
◻️ (3) كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال.
◻️ (88,300) وحدة سكنية دمرها الاحتلال كلياً.
◻️ (303,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئياً.
◻️ (78,000) طن متفجرات ألقاها الاحتلال على قطاع غزة.
◻️ (33) مستشفى أخرجها الاحتلال عن الخدمة.
◻️ (55) مركزاً صحياً أخرجه الاحتلال عن الخدمة.
◻️ (160) مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال.
◻️ (131) سيارة إسعاف استهدفها الاحتلال.
◻️ (206) مواقع أثرية وتراثية دمرها الاحتلال.
◻️ (33) مليار دولار الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة على قطاع غزة.
https://www.facebook.com/share/vc9uJqzpX6aXfjez/?mibextid=qi2Omg
تدل الأرقام الواردة أعلاه علي همجية ووحشية ونازية جيش العدو الاسرائيلي الصهيوني وبمشاركة مطلقة من قبل حكومة USA الصهيونية العنصرية وبدعم كامل من بقية دول حلف شمال الأطلسي العدواني.
إن من يتابع معظم وسائل الإعلام العربية والعالمية يلحظ الفارق الهائل بين أوضاع العالم قبل السابع من أكتوبر 2023 م وما بعدها ، فهناك حراك عالمي دولي على كل الصعد ، لأن الجرائم الوحشية المرتكبة من قبل الصهاينة اليهود والأمريكان والأوروبيين بحق الشعب الفلسطيني كبيرة وكبيرة جداً ، حتى إن العالم الغربي تحديداً رفضها جملة وتفصيلاً ، وتغيرت خارطة الدبلوماسية الدولية رأسا على عقب .
فالعديد من دول العالم سحبت اعترافها الدبلوماسي بالكيان الصهيوني الإسرائيلي وعدداً من الدول الحرة قدمت ملفات اتهام ضد الكيان الصهيوني إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي ومحكمة الجنايات الدولية ووصل بأن المدعي العام الدولي قدم ادعائين جنائيين ضد رئيس الوزراء الكيان الصهيوني المجرم / بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ المحكمة ان يصدر اتهام وادانة ضدالكيان الصهيوني .
واشتعلت الجامعات الأمريكية والأوروبية والأسترالية والأجنبية باحتجاجات مباشرة ضد رئاسة وعمادة جامعاتها وكلياتها المتعددة ، وكل شعارات تلك الاحتجاجات الطلابية وبتضامن قوي ومباشر من قبل العديد من أعضاء هيئة التدريس في تلك الجامعات تندد بحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أطفال ونساء وشيوخ فلسطين ، وتطالب في جميع شعاراتها المقروءة والمسموعة بحرية فلسطين من النهر إلى البحر.
ونوقشت لأكثر من عشرات الجلسات لمجلس الأمن الدولي المطالبة بإيقاف المذبحة اليومية للشعب الفلسطيني الأعزل والمجوّع والمحروم من أبسط مقومات الحياة في قطاع غزة ، وللتذكير فإن الحكومة الأمريكية الصهيونية في واشنطن استخدمت حق النقض الفيتو ثلاث مرات متتالية لمنع صدور قرار أممي بإلزام جيش الكيان الصهيوني بوقف الإبادة الجماعية .
فالعالم كل العالم تغير إيجاباً لنصرة القضية الفلسطينية وحقوقها المشروعة عدا رموز النظام العربي الرسمي ومشتقاته المهترئة .
الأدهى والأمر في المشهد التراجيدي في قطاع غزة أن بعض تلك الأنظمة العربية العميلة للغرب وللإدارة الأمريكية الصهيونية تتآمر علناً ضد الشعب الفلسطيني وثورته ومقاومته المجاهدة الحرة من خلال الآتي ــــــــ
ـ
أولا ً:-
اشتراك عدد من الوحدات العسكرية العربية مع جيش العدو الصهيوني اليهودي من خلال التنسيق العسكري والأمني والاستخباراتي واللوجستي المباشر وغير المباشر ، وظهر ذلك من خلال اشتراك وحدات من القوة الجوية لمشيخة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الهاشمية ، وهذه إحدى فضائح الدول الملكية العشائرية من مخلفات النظام الاستعماري الأوروبي البغيض.
ثانياً :-
جميع الدول العربية المُطبْعَة مع الكيان الصهيوني حافظت على علاقاتها الدبلوماسية الراقية والحضارية ، ولم تتجرأ دولة واحدة من تلك النظم العربية أن تطرد أو حتى تستدعي سفيرها للتشاور أو للتهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني اليهودي بسب تراكم وازدياد جرائمها الوحشية في قطاع غزة ، مع العلم بأن هناك أنظمةً ودولاً في العالم ، وتحديداً في القارتين الأفريقية وأمريكا اللاتينية قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني.
ثالثاً :-
لم تستطع جامعة الدول العربية ولا المنظمة الإسلامية للتعاون الإسلامي ، ولا مجلس التعاون الخليجي أن يعقدوا دورة خاصة مخصصة للتضامن مع شهداء فلسطين وشهداء محور المقاومة المساندة للمقاومة الفلسطينية ، واستطاعوا فحسب التجمع في جزيرة البحرين بالمنامة ليعقد القادة العرب الاشاوس مؤتمرهم السنوي الهزيل الذي خرج بقرارات تافهة لا تساوي حبر الورق الذي كُتبت بها مقررات القمة الضعيفة جداً.
رابعاً :-
حينما قررت الجمهورية اليمنية وعاصمتها وعلى لسان قائدها المجاهد البطل السيد الحبيب / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه ، الدخول في معركة طوفان الأقصى في الجبهة الجنوبية لفلسطين بإغلاق باب المندب اليمني والبحر الأحمر الحميري وخليج عدن والبحر العربي حتى أطراف المحيط الهندي ، ومنع السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وتضامناً ونصرةً لأهلنا في فلسطين ولن يتوقف الجيش اليمني من ممارسة دوره العسكري التضامني حتى يتم إيقاف العدوان الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة ، وهنا وللرد على الموقف اليمني قامت عدد من الدول العربية العميلة للأمريكان والصهاينة بفتح خط بري يبدأ من مينائي جبل علي في الإمارات وميناء المنامة بالبحرين مروراً بالأراضي المقدسة للسعودية مروراً بأراضي المملكة الأردنية الهاشمية وصولاً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لتأمين احتياجات جيش العدو الاسرائيلي الصهيوني . ماذا نسمي هذا الموقف المخزي لقادة أعْرَاَب الجزيرة ، وهل بقي شيء من الأخلاق والدين والعروبة لهؤلاء القادة المنبطحين ؟؟؟.
خامساً :-
ما تسمي بالسلطة ( الفلسطينية ) ويرأسها العميل عباس أبو مازن ، وهي سلطة عميلة تابعة للمشروع الأمريكي في المنطقة وتخدم أجهزتها الأمنية والاستخباراتية والإدارية للكيان الصهيوني اليهودي منذ أن تأسست في العام 1993 م ، بما يطلق عليه بالتنسيق الأمني والاستخباري بين ( السلطة الفلسطينية ) العميلة والكيان الصهيوني الغاصب.
هذه السلطة الخائنة لشهداء وأحرار ومقاومي فلسطين قد فقدت كل مشروعيتها الأخلاقية والسياسية والإنسانية ، وتحولت إلى عبئ ثقيل على القضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية ، لأنها تحولت إلى خادم مطيع وعبد ذليل للكيان الصهيوني اليهودي في أرض فلسطين المحتلة.
هنا يتساءل الرأي العام العربي والإسلامي ليقول أين ذهبت رجولة ونخوة وكرامة من يمثل تلك السلطة الفلسطينية الخائنة ؟ ؟ ؟ أين هم من دماء شهداء وجرحى وأسرى قطاع غزة والضفة الفلسطينية ومحور المقاومة.
سادساً :-
حينما ازداد صلف ووحشية جيش العدو الصهيوني مدعوماً بمشاركة مباشرة من دول حلف شمال الأطلسي العدواني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، على أهلنا في قطاع غزة ، ثار العالم بدبلوماسييه وسياسييه وطلابه وعلمائه وقضاته ومحاميه لإدانة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين ، نجد بأن حكومات ممالك الرمال في دول مجلس التعاون الأعْرَابِي غارقة في برامج الترفيه واللهو والغناء الهابط وعقد مباريات مسابقات الديكة والقطط والعجول ، وكلها برامج تافهة حقيرة الترقي للرد عليها ، وفي الجانب الآخر من المعادلة الإنسانية نجد بأن عصابات بني صهيون ومن خلفها أميركا وأوروبا تذبح الشعب الفلسطيني من الوريد إلى الوريد.
ماذا عسانا أن نقول ونحن نلحظ ونشاهد من على القنوات الفضائية تلك الملهاة والعبث الفكري والأخلاقي الديني الذي يمارسه بفسق أمراء وشيوخ حكام ممالك الرمال في كل من السعودية والإمارات والبحرين والتي ستنهال عليهم قريباً بإذن الله ، مع استثناء حكام سلطنة عمان وقطر والكويت الذين ناصروا أهلنا بفلسطين بما استطاعوا من الدعم الإعلامي والدعاء وأمور أخرى ، جزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه.
سابعاً :-
تناقلت العديد من وسائل الإعلام الجادة العربية والأمريكية والأوروبية خبراً مفاده أنه في مطلع شهر يونيو 2024 م تم عقد اجتماع لقيادات هيئة الأركان لجيوش كل من المملكة السعودية ومشيخة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر ومملكة جزيرة البحرين وقيادة أركان الجيش الصهيوني الإسرائيلي ووزارة الدفاع الأمريكي USA ، اجتمعوا في مدينة المنامة عاصمة جزيرة مملكة البحرين ، ترى على ماذا اجتمع هؤلاء الأَعْرَاَبَ مع العدو الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي ؟ ، وشلال دماء الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين لا زالت مسفوكة بغزارة وعبث تحت ركام وحطام مدن وأحياء قطاع غزة والضفة الغربية الفلسطينية ! ! !.
الخلاصة :
بعيداً عن العويل والصراخ والنواح انبرى محور المقاومة المكوّن من اليمن العظيم ولبنان الحر ، والمقاومة في فلسطين الجريحة ، وسوريا العروبة ، وجمهورية العراق الحضارة وتساندهم جمهورية إيران الإسلامية ، هذا المحور الصلب الذي تحمّل عبء مقاومة المشروع الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي الأطلسي ، وسطّر الملاحم البطولية التي لا ينكرها إلا جاهل غبي أو عميل مندس تم شراؤه بحفنة من الدراهم القذرة .
وفوق كل ذي علم عليم
رئيس مجلس وزراء حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اليمنية / صنعاء
يوم السبت الموافق / 15 / يونيو / 2024